دعا الطبيب والخبير الدولي في السلامة المرورية، أمحمد كواش، اليوم، في اتصال مع "الاتحاد"، إلى وضع إستراتيجية مسبقة ومخطط للتعامل مع الطوارئ المرتبطة بالكوارث المرورية التي تشل حركة المرور، وذلك للقضاء على الاختناقات المرورية، مقترحا برامج توعوية وتكوين السائقين وكذا عملية الردع لمستعملي مسالك الطوارئ والفضوليين عملية إحصاء نقاط السوداء وأماكن تكرار اختناقات وأوقاتها. وبذات الصدد، أشار أمحمد كواش إلى ضرورة تكوين فرق مشتركة متخصصة في عملية التعامل مع اختناقات المرورية تضم متخلف قطاعات الأمنية والهندسية، مع أهمية تدريبها وفق بروتوكول أمني وقائي من خلال معدات خاصة لتغيير حركة المرور و تحويل حركة السير وفتح المنافذ وتوجيه السائق والاستعادة بكاميرات أرضية وجوية، والاعتماد على معدات ضخمة لرفع والجر، من أجل أمن وسلامة المواطن وضمان استمرار مصالحه وتحقيق النمو الاقتصادي والسياحي والتجاري المبني على احترام الوقت. وفي ظل الاختناقات المرورية المفاجأة المتكررة بفعل حوادث المرور وخاصة في التقلبات الجوية التي تشهدها الجزائر هذا الأسبوع، شدد أمحمد كواش على الهيئات الوصية التعجيل بالحلول السريعة لإجلاء وفتح الطريق. وفي سياق متصل، اعتبر المتحدث ذاته أن الازدحام المروري مشكلة عالمية تشتكي منها أغلبية الدول والمجتمعات بفعل مالها من تأثير على الاقتصاد والسياحة والنشطات اليومية للمواطن، كما أنه أصبح هذا المشكل الشغل الشاغل للمواطن بفعل ما يسببه من تعطيل في المواعيد وتأخر على العمل و إجبارية النهوض مبكرا لتجنب الوقوع في الاختناقات المرورية. هذا ورغم كل التدابير أصبح المواطن لا تخلوا يومياته من الوقوع في الازدحام المروري، إما بعد العودة من العمل أو وقت الغداء بفعل ما يعرف بالذروة و أحيانا نتيجة حوادث المرور التي تغلق الطريق أو الأشغال الطرقات مع سوء البرمجة. وفي سياق متصل، قال الباحث الدولي في السلامة المرورية إن تعايش المواطن مع ظاهرة الازدحام المروري خاصة سكان المدن الكبرى، أثر بشكل سلبي على الصحة العامة والنفسية من خلال القلق، والتوتر الانفعال انخفاض في مستوى الأداء الوظيفي العملي والتحصيل الدراسي وزاد الطين بلة الإصابة بالضغط الدموي وداء السكري والانهيار العصبي. كما أن أغلبية السائقين بعد الخروج من الازدحام المروري آو الاختناقات، يتحررون مباشرة وتنتقل العصبية في السياقة، فيقومون بمناورات خطيرة وسرعة جنونية لاسترجاع التأخر وتحدث بعدها الكوارث وهذا ما يعرف بنظرية الفرس والفارس أي أن الفارس يزيد في السرعة بعد الاقتراب من نقطة الوصول. هذا وتتكرر ظاهرة الاختناق المروري خاصة بفعل حوادث المرور في الطرق الوطنية وبشكل كبير في الطريق السيار لاسيما عندما يتعلق الأمر بالشاحنات آو الحافلات أو عندما يكون الحادث جماعي في التقلبات الجوية، حيث كلها عوامل تجعل عملية فتح الطريق وإزالة عواقب وأثار الحوادث أمر صعب وشبه مستحيل في ظل توقف حركة السير وسلوكيات السلبية السائقين وحتى الفضوليين مما يعطل وصول النجدة ويصعب مهمة إزالة العوائق مع غلق المنافذ و وراق آو مسلك الطوارئ وقلة وضعف إمكانيات الدولة بالنسبة للتجهيزات وآلات الكبرى لرفع عوائق مخلفات الحوادث وانعدام مخطط محكم للتعامل مع مثل هذه الظروف.