اعتبر رائد وحدة المرور فيلالي محمد، الذي رافقنا خلال جولتنا الاستطلاعية، أنّ موضوع تنظيم المرور، موضوع في غاية الأهمية لأنّ الأمر يتعلق بتعليم ثقافة تكاد تكون غائبة في المجتمع الجزائري، ومن أجل الوصول إلى تكوين مواطن متشبع بهذه الثقافة يقول: “لا بد من تضافر جهود كل الجهات ذات الصلة لتكريس السلوك الحضاري”، مشيرا إلى أنّ التقليل من ظاهرة الازدحام بالعاصمة تتطلب تخطيطا منسقا بين كل الجهات والوزارات المعنية. وأكّد فيلالي في هذا الإطار أن أمن ولاية الجزائر قد خصّ أهمية قصوى لهذا المجال خاصة في ظل الظروف الراهنة، والتي أصبح فيها اكتظاظ الطرقات بالمركبات حدثا يوميا وعاديا عبر تكثيفه لدوريات المراقبة التي تسهر على تنظيم حركة المرور ورفع كل معوقات التي تحول دون انسياب المروري. وأفاد في هذا السياق، أنّ مصالحه تعمل على التدخل السريع في حال تسجيل حادث مروري ما، والإبلاغ عن وجود سيارات معطلة عبر الجهاز اللاسلكي، وكذا المشاجرات التي قد تحدث بين سائقي المركبات في الطرقات، مؤكدا أنها ثلاثة عمليات ضرورية ومهمة تساهم بشكل كبير في التقليل من اكتظاظ الطرقات. واعتبر ذات المسؤول، أنّ العقوبة مهمة للتنظيم المرور لتحقيق معادلة السلامة المرورية، باعتبار أن المواطن طرفا فعالا في الازدحام الذي تشهده العاصمة نظرا للسلوكات التي ينتهجها وللامبالاته من خلال توقفه في أماكن تعيق من حركة المرور. ولم ينس فيلالي الحديث عن الدور الفعال الذي يلعبه رجل المرور، أو كما يعرف في أوساط الجماهير شرطي المرور، والذي يستطيع وبفضل خبرته المهنية في تسيير الطريق بطريقة ذكية ومحكمة يستند من خلاها إلى جملة من المعطيات وعلى رأسها الفترة التي يكون فيها، حيث أفاد فيلالي في هذه النقطة بالذات أن شرطي المرور يعطي في الفترة الصباحية الأولوية للأشخاص الذين يدخلون إلى المدينة لتسهيل عليهم عملية الالتحاق بمناصب عملهم المتمركزة في قلب العاصمة، في حين يعطي في الفترة المسائية الأولوية للمركبات التي تغادر من المدينة. واستناد إلى ذات المسؤول، فقد تحوّلت مفترقات الطرق بالجزائر إلى نقاط سوداء، وكأنها قدر محتوم على السائق...،غير أنّه يضيف قائلا أن هذه المعضلة عرفت تطورا كبيرا في طريقة تنظيمه خاصة خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفضل اللستراتيجية المنتهجة من طرف المديرية العامة للأمن الوطني التي حاولت جاهدة من خلال تنصيبها لرجال أكفّاء لتنظيم حركة المرور من ذوي الخبرة، حيث يقومون بتنظيم حركة المرور في ساعة الذروة، بحيث تمنع تجمّع السيارات والفوضى الناجمة من عدم انتظار حركات المرور، وتعمل على التقليل من حوادث السير. وأشار محدّثنا إلى أن حركة المرور وبفضل السياسية التي تنتهجها مصالح الأمن باتت تعرف انسيابا، مشيرا إلى أن إدارة المرور والدوريات وزّعت دوريات ثابتة ومتحركة في أماكن حركة الحافلات وأمام المجمعات المدارس والشوارع الرئيسية لضبط الشارع، والعمل على انسيابية الحركة المرورية. وأضاف فيلالي أنّ الضباط ورقباء السير المعنيين بتنظيم حركة السير حول المدارس، يعملون على حماية التلاميذ من جهة من خطر الاصطدام بالسيارات، وتسير حركة المرور من جهة أخرى باعتبار أن العدد الكبير للتلاميذ يعيق حركة المرور عند خروجهم من المدرسة. كما أوضح رائد وحدة المرور، أنّ مصالحه نشرت دوريات كافية تضمّ ضباطا ورقباء سير لتنظيم الحركة المرورية، والعمل على تكثيف التواجد المروري في الطرق المؤدية إلى الاستراحات والمنتزهات، والتي تشهد إقبالا عاليا للمواطنين، حيث ترمي خطة المرور المنتهجة من طرف ذات المصالح إلى التعامل مع حركة السير في الشوارع وفقا لمتطلبات الموقف، وبالشكل الذي يضمن الانسيابية المرورية والوصول إلى المقاصد. كل هذه العمليات يقول فيلالي يتم التنسيق فيما بينها عن طريق مكتب مركز تسيير حركة المرور أو قاعة العماليات المتمركز بأمن الولاية، حيث يقوم بتزويد الأطراف المعنية بمعلومات ومعطيات تبرز الوضعية الحقيقية لحركة المرور بمختلف المحاور الكبرى، والتي على أساسها يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف حدة الازدحام الذي تعرفه طرقات العاصمة بصفة يومية، من بينها وضع أجهزة كاشفة مزوّدة بكاميرات لرصد سير حركة السيارات بمفترق الطرق، التمكين من توجيه سائقي السيارات بشأن المسالك التي بإمكانهم قصدها لتجنب وتفادي الازدحام.وطرح رائد الشرطة المرورية مشكل انعدام حظائر خاصة لركن السيارات، ما جعل المواطن يركن سيارت في الموقع الثاني، ما يتسبّب حسبه في خلق نوع من الفوضى على مستوى الطريق، وبالتالي اختناق حركة المرور، وهنا تتدخل فرقة الشرطة المرورية لمنع مثل هذه التجاوزات. ودعا محدّثنا من جهة أخرى، وفي إطار تنظيم حركة المرور، إلى ضرورة تعميم تجربة نظام الأضواء الملونة المنظمة لحركة المرور على مستوى كل طرقات العاصمة، وأشار إلى أن مصالحه لديها تنظيم دقيق ومحكم لبداية الفصول الدراسية، حيث تنتشر الدوريات في الشوارع وأمام المدارس.