مازال اليمن يخوض الحوار الوطني الذي يمثل جميع أطياف الفئات اليمنية السياسية أكد المحلل السياسي اليمني صبري الغيل، في حوار خاص ليومية الاتحاد أن ما حدث في اليمن ليس حربا وإنما هو فوضى و انتفاضة بقيادة المعارضة اليمنية، والتي قال عنها بأنها مدعومة من الخارج بأجندة وأهداف خارجية ، مشيرا إلى الموقف الإيراني والذي اعتبر انه يسعى لمد نفوذه في المنطقة العربية. هل يمكن أن تصف لنا الأوضاع السياسية و الأمنية في اليمن ؟ تمر اليمن في الوقت الحالي بأزمة سياسية و لكنها ليست حرب ، وذالك نتيجة تأثرها بالمحيط الإقليمي الذي عرف بالربيع العربي، إلا أن أسباب الأزمة كانت بسبب الأزمة المالية العالمية لسنة 2006، وذالك بعد الانتخابات الرئاسية اليمنية، إلا أن المعارضة اليمنية منذ ذالك الحين تسعى إلى عرقلة الجانب السياسي بعد الانتخابات، بالإضافة دخول اليمن في مواجهات ضد الحوثيين، بدعم إيراني سنة 2004. مما استنزف قدرات الدولة المادية والبشرية وتسبب في تراجع التنمية، وخسرت اليمن بذلك الملايين من مليارات الدولارات. هل ما حدث في اليمن هو ظلال للربيع العربي ؟ اليمن تأثرت بما يسمى بثورة الربيع العربي وهي فوضى وانتفاضة في الأساس، حيث خرجت فيها الشعوب تحت قيادات المعارضة مدعومة من الخارج بأجندة وأهداف خارجية تسعى هذه الدول بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية لإدخال قيم جديدة تحت مسميات حقوق الإنسان والديمقراطية والحكم الرشيد، وفي نفس الوقت تتدخل في شؤون هذه الدول بما يعرف بمكافحة الإرهاب، وهذا ما جعل الدول خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية تحاول جاهدة الحفاظ على مصالحها في منطقة الخليج العربي. وتعتبر مكافحة الإرهاب من أهم سياساتها الخارجية وفي الوقت نفسه إتاحة الفرصة لإسرائيل التوسعية، خاصة ما يجري في سوريا ، حيث ما يحدث فيها من اتخاذ المنطقة حربا طائفية سنية شيعية وهذا نتيجة تخاذل العالم العربي، وخاصة مجلس التعاون الذي يدعم المعارضة، علما أن هذا الموقف يتعارض مع ميثاق جامعة الدول العربية. هل يمكن القول أنّ القيادة اليمنية تمكنت من السيطرة على الحوثيين؟ هو في الأصح أن قضية الحوثيين وما تلاها من الأزمة المتعاقبة من حين إلى أخر وتهدئة السلطة للحوثيين من وقف الحرب على منطقة "صعدة" ودخولها في تسوية بين الأطراف المتصارعة تحت مظلة الحكومة اليمنية. يقال أن السعودية دعمت الجيش اليمني في القضاء على الحوثيين. ما تعليقك على هذا ؟ إن أي نزاع في دولة ما يساهم في زعزعت أمن الدول المجاورة لها، خاصة إذا كانت الفئات في تلك الدولة تتبنى استراتيجيات عقائدية آو طائفية وهذا خاصة في الموقف الإيراني الذي يسعى إلى مد نفوذه في المنطقة العربية ونشر المذهب الشيعي مما جعل السعودية تكبح هذا التدخل في الشأن اليمني فقط . من يقف وراء الأزمة اليمنية ؟ ومن هم الفاعلون الأساسيون فيها؟ الأزمة اليمنية تستمد قوتها من الدول العربية وخاصة منها دول الجوار المستندة إلى الدول الخارجية كالولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعمل على ضغط الشعوب في الدول العربية وذالك لتغيير أنظمة الحكم السائدة بها ولكن بصفة أمريكية ، إلا أن البلدان العربية تعتريها فوضى عارمة تستغلها أطراف خارجية من أجل مصالحها الذاتية .وجاءت الأزمة السياسية أيضا نتيجة تداخل عدة عوامل ولكن أبرزها المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المواطن اليمني زادت الطين بلة، وتتمثل هذه المشاكل في الفقر والبطالة والأمية وغيرها من الحاجيات الضرورية في الحياة اليومية،هذه العوامل ساهمت في إشعال فتيل الفتنة باليمن بكل سهولة وكانت أيضا ضربة حظ للمعارضة التي استغلت حالة اليمنيين في تحقيق مصالحها الشخصية فراحت تعمل جاهدة للإطاحة بنظام الرئيس الأسبق على صالح ، وبعد أخلطت أوراق اليمن السياسية وأخرجت الشعب اليمني إلى الشارع في مظاهرات واضطرابات طالبت بعدها بتنازل الرئيس عن الحكم مقابل التسوية السياسية وتقاسم السلطة. من مملكة سبأ إلى يمن منهوك القوى بسبب أحداث مجهولة المعالم، فإلى أين وصلت حالة اليمن بعد الحرب؟ مازالت الدولة اليمنية تخوض الحوار الوطني الذي يمثل جميع أطياف الفئات اليمنية السياسية من أجل وضع نظام سياسي جديد الذي يساهم في إخراج البلد من الركود الاقتصادي الذي يعيشه والضغوط الحادة التي يمر بها إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف السياسية في البلاد وبمعنى آخر العمل على كيفية تكوين صبغة جديدة ومثالية للنظام السياسي المستقبلي،كأن يكون رئاسي أو شبه رئاسي أو برلماني وسيتم أيضا في هذا الحوار تحديد اتفاق عام حول اختيار المرشحين لسنة 2014 . وتجدر الإشارة إلى أن هناك 565 ممثل في الحوار الوطني اليمني و الذين تكمن مهمتهم في تقرير مصير اليمن ككل، وتحديد معالم الدستور القادم وبناء مؤسسات الدولة. ماهي أوضاع الشعب اليمني بعد الحرب أو الأزمة؟ يعيش الشعب اليمني حالة من الاستقرار السياسي النسبي بعد أزمة طويلة حيكت من قبل أطراف خارجية هدفها الأساسي القضاء على العالم العربي، وتسير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية نحو التحسن المستمر.