غياب مختصين لتقويم النصوص وراء ركود أب الفنون أعربت الفنانة سعاد سبكي أن الكتابة المسرحية في الجزائر ضعيفة جدا ، وعلى وجه الخصوص بالمسرح الوطني الجزائري، مشيرة إلى أن الجيل الجديد يعاني التهميش، بالرغم من أنه بحاجة إلى الاهتمام حتى يواصل مسيرة من سبقوه للنهوض بأبي الفنون. قالت سعاد سبكيفي حديثها مع يومية الاتحاد لابد التركيز على الاستثمار في المواهب الشابة، وفتح المجال للجيل الجديد الذي يمتلك إمكانيات كبيرة في كتابة النصوص المسرحية، والتي بإمكانها حسبها الارتقاء بأبي الفنون في الجزائر. وتأسفت سبكي على التهميش الذي يطال هذه الفئة ورفض أعمالها الفنية، مؤكدة على أنها تلقت عديد النصوص لأقلام شابة في المستوى، لكن لم تقدم لها فرصة الظهور وتجسيد نصوصها على خشبة المسرح دون أي سبب يذكر. كما تساءلت الفنانة سعاد سبكي عن غياب الأعمال المسرحية القيّمة، على هامش فعاليات المسرح المحترف ، والتي كتبها وأخرجها عمالقة الفن مثل “الشهداء يعودون هذا الأسبوع”، “العرب قالوا”.. مضيفة أن الأعمال المسرحية الجيدة انعدمت، وهو ما يتفق عليه حسبها المهتمين بأبي الفنون من فنانين ومخرجين ونقاد. وأشارت سبكي إلى أن هذا الواقع لا ينطبق فقط على المسرح وإنما أيضا على النصوص التلفزيونية، على اعتبار تقول “كممثلة في التلفزيون، لا يوجد اهتمام بهذا الميدان”. وأعابت غياب مختصين يعملون على تقويم هذه النصوص لتقديم مسرحيات في المستوى، وقالت: “لا توجد لجنة تقيم هذه النصوص في المسرح الوطني الجزائري أو في أي مسرح آخر، وليس من هبّ ودبّ يقدم نصوصا ويعتبر نفسه فنانا”، ولم تفوت سعاد سبكي فرصة توجيه الاتهام لمن يتعاملون مع المسرح على أنه تجارة، الهدف منه كسب الأموال وفقط على حساب الفن. وطالبت الفنانة سكبي من وزارة الثقافة الاهتمام قليلا بالفن الرابع، وتكثيف الاتصالات مع المختصين من كتاب وأدباء تزخر بهم الجزائر، لتقديم نصوص في المستوى والابتعاد عن الرداءة التي أصبحت تطبع مسارحنا، مشيرة إلى أن المشاهد الجزائري ملّ بدوره من الأعمال التي تعرض عليه، وهو ما جعل المسرح يكاد يفقد جمهوره. وفي سؤالنا حول علاقة الأدباء والكتاب بأبي الفنون، وإن كانوا يعملون على تقديم نصوص لإثراء الريبرتوار المسرحي، قالت: “لدينا كتاب وأدباء بإمكانهم تقديم الكثير للفن الرابع، لكن “أين هم؟”، متسائلة في ذات الوقت إن كانوا يتعرضون للتهميش، أو هم من لا يريدون الكتابة للمسرح؟. وبخصوص دور المهرجانات الثقافية التي تحتضنها الجزائر ولا سيما المهرجان الدولي للمسرح المحترف ودوره في النهوض بالفن المسرحي، من خلال الاحتكاك بكبار الفنانين والاستفادة من خبرتهم وعلى وجه الخصوص في الكتابة المسرحية من خلال الورشات التي تنظمها التظاهرة، قالت سبكي إن ما يعيب مهرجاناتنا هو المستوى وغياب التنظيم، مؤكدة على أن التظاهرات الثقافية الهدف منها الاحتكاك بالفنانين والمخرجين القادمين من مختلف الدول، وهو ما يغيب حسبها عن مهرجاناتنا، التي تهتم فقط بالمظاهر على حساب الهدف الأسمى لها، مؤكدة على الفرق الكبير بين المهرجانات التي تنظم في الجزائر والتي تحتضنها الدول العربية الأخرى التي تتميز بمستوى عال في التنظيم.