أصبحت ظاهرة هروب الفتيات القاصرات من منازل ذويهن من بين الظواهر التي تهدد كيان المجتمع الجزائري ، إذ تفشت هذه الآفة خصوصا أثناء العشرية السوداء لتعرف منحى تصاعدي في السنوات الأخيرة ، بعدما كانت تتداول على الأسماع وتشاهد في الأفلام و المسلسلات المد بلجة و التي لطالما عشقتها وتابعتها الفتيات الجزائريات بكل شغف ليتغير الدور ويصبحن هن بطلات لأفلام واقعية. زهرات يحملن أمتعتهن ويودعن البيوت التي تربين وترعرعن فيها هروبا إلى أحضان الشارع متجاهلين بذلك كل الأعراف ومخلفين المأسى والعار لعائلاتهم جريا وراء أحلامهم الورية والمستقبل المجهول.عليه كان لزاما علينا الوقوف عند الأبعاد الحقيقية للظاهرة، فارتأت جريدة "الاتحاد" التحقيق والتحري في حيثياتها وأسباب تفاقم في السنوات الأخيرة ؟ وما هي الأسباب التي دفعت البنت الجزائرية إلى ترك أسرتها خصوصا وأنها من العادات الدخيلة على المجتمع ونظرة هذا الأخير في هذه الآفة؟إن هروب الفتيات من المنازل يعد مشكلة وآفة تلحق بالمجتمع الجزائري الذي له خصوصيات إسلامية ،ويعد امرا خطيرا إذ ينتج عن هذا كله أمهات عازبات وطفولة مسعفة زيادة على الاستغلال بكل أنواعه وكذا الشذوذ الجنسي ضف إلى ذالك العقوق والتمرد. كما عرفت الظاهرة ارتفاعا كبيرا محسوسا في الألفية الثانية، وذلك حسب الإحصائيات الأخيرة لمصالح الشرطة القضائية، حيث أكدت مسعودان خيرة المكلفة بمكتب حماية الطفولة أن العدد الإجمالي قدر ب283 حالة هروب، ويبلغ عدد الفتيات اللواتي تقل أعمارهن عن 10سنوات ب43 حالة ، أما بالنسبة للواتي تتراوح أعمارهن ما بين 10 سنوات و 13 سنة فسجلت حوالي 59 حالة هروب ، ومن سن 13 سنة إلى 16سنة عرفت النسبة ارتفاعا ملحوظا حيث وصلت إلى 95 حالة، أما فيم يخص هروب المراهقات فالنسب جد متفاقمة حيث وصلت إلى 86 حالة.وتراجعت هذه النسبة إلى حد كبير حيث وصلت إلى حالتين بالنسة للفتيات البالغات من العمر عشر سنوات وذلك في سنة 2001 ، أما فيما يخص الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 10سنوات و 13 سنة وصلت النسبة إلى 45 حالة ، وفيما يخص المراهقات فإن نسبة الهروب قدرت ب111 حالة، أما من تتراوح أعمارهن ما بين 16 و18 سنة فبلغ عددهن 83 حالة هروب من مجموع 241 حالة.ويقدر عدد الفتيات الهاربات سنة 2002 إحدى عشرة حالة بالنسبة للبالغات من العمر أقل من 10 سنوات، في حين يتراوح عد د الفتيات اللواتي تكون أعمارهن ما بين 10 سنوات و13 سنة بتسع حالات ،أما المراهقات منهن فوصل عددهن إلى سبع وسبعين حالة (77) ، أما الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 16 و18 سنة بلغت 80 حالة.وفي سنة 2003 تقلصت النسبة إلى حد كبير حيث بلغت حالة واحدة للفتيات البالغات أقل من عشرة سنوات ، وبالنسبة إلى اللواتي تتراوح أعمارهن مابين 10 و13 سنة فكان عددهن تسع حالات، أما المراهقات فقد بلغ العدد 52 حالة هروب ، أما الفتيات اللواتي تنحصر أعمارهن ما بين 16 و 18 سنة فكان عدد الهروب 59 من مجموع 121 حالة، وهو رقم منخفض نوعا ما بالنسبة لما كان عليه في السنوات الماضية، أما بالنسبة لسنة 2004 فقدر عدد الفتيات القصر بخمس حالات، و يبلغ عدد الهاربات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 10 و 13 سنة ب48 حالة، أما نسبة المراهقات فكانت جد معتبرة حيث بلغت 34 حالة، أما اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 16 و 18 سنة فكانت نسبة الهروب لديهن تقدر ب83 من مجموع 170 حالة، وفي سنة 2009 كان عدد الفتيات القاصرات يقدر بسبع حالات، و اللواتي تنحصر أعمارهن ما بين 10 إلى 13 سنة وصلت إلى خمس حالات ،لكن الفتيات المراهقات فكانت النسبة جد مرتفعة حيث قدرت ب61 حالة هروب، و اللواتي تنحصر أعمارهن ما بين 16 و 18 سنة فكان عددهن 58 من مجموع 131 حالة. أما في سنة 2010 فبلغ عدد الهاربات القصر أربع حالات وهو رقم جد منخفض مقارنة بما كان عليه في السنوات الماضية، فالفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 10 و 13 سنة فانخفضت النسبة إلى حد كبير فبلغ العدد حالتين ،أما المراهقات فكان العدد منخفضا جدا إذا قيس بعدد السنوات الماضية، وبالنسبة اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 16 و18 سنة عرفت هي أيضا انخفاضا محسوسا من مجموع 99 حالة.ووفقا للقراءة المتأنية لهذه الإحصائيات فإنه يتضح بأن ظاهرة هروب الفتيات القاصرات بدأت تتقلص في السنوات الأخيرة نوعا ما مقارنة لنسب السنوات المنقضية.إن هروب الفتيات من المنازل لا يعد ظاهرة ولكنه مشكلة عويصة و خاصة بالنسبة للمجتمع كمجتمعنا ، حيث لن يجنين من هروبهن سوى التشرد و الخزي والعار الذين يبقى يطارطهن طول حياتهن بحيث يصبحن مصدرا لشقاء أسرهن ، فالهروب بشكل عام هو الفرار من شيء ما خوفا منه، وفقدان الفرح والشعور بالأمان فتكون التصرفات لا إرادية وتصبح الفتاة عاجزة عن التعايش مع الواقع الذي قد تكون تلقت فيه إبتزازات أو خوفا من الفضيحة ،كالإدمان على المخدرات أو تناول الخمور أو أمور أخرى مشابهة تؤدي بها في نهاية المطاف أن تصبح منبوذة من الجميع . رغباته الجامحة أودت بي إلى الهروب نوال فتاة في مقتبل العمر حياتها عادية كانت تعيش في منزل يملأه الحب و الاحترام إلى أن جاء اليوم المشؤوم وتوفي والدها، فقررت الأم بناء حياتها إلا أن ذلك انعكس على الفتاة بالسلب وأصبح زوج أمها يتحرش بها ويترصدها من مكان لأخر وهذا لأن ذنبها الوحيد بلوغها عمر الزهور، ولحرصها على مشاعر والدتها ولكي لا تخسر أمها ضحت بنفسها وقررت كتمان معاناتها وهربت إلى الشارع خوفا من رغباته الجامحة في النيل من براءتها. في لحظة طيش فقدت أعز ما أملك و تروي لنا مريم البالغة من 15 سنة قصتها، قائلة:"عشت قصة حب مع أحد الشبان، كان يغازلني في ذهابي وإيابي إلى المدرسة كل يوم، ولأنني كنت أفوق بنات جيلي جمالا ودلالا، وبمرور الزمن استطاع آن يقنعني بحبه لي والتعبير عن مشاعره التي يكنها تجاهي،طلب مني أن أقابله داخل بيته.فلم أ تتردد ووافقت على عرضه، وفعلا ذهبت إليه وهناك نجح الشاب في النيل مني،وبعدها زاد خوفي وقررت عدم العودة إلى المنزل" كانت الحسرة والألم باديتين على محياها ، وفي النهاية كتشفت لنا أن والدها تحصر كثيرا ولم يفهم ما حدث لابنته المدللة التي لم يكن ينقصها أي شيء في المنزل. فرار من جحيم زوجة الأب أما سارة فتاة في مقتبل العمر عمرها لا يتجاوز 13 عشر قصتها تختلف عن سابقتها فتقول" كانت قسوة زوجة أبي هي الدافع الوحيد لهروبي من المنزل فبعد ان توفيت أمي قرر والدي الزواج لكن من امرأة قاسية لا تتمتع بنعمة الحنان والعطف، تضربني لأتفه الأسباب وتحرض أبي علي ولأني لم أتحمل المشاكل العائلية فقد خططت للهروب من البيت وذلك نتيجة ظلم وقسوة زوجة أبي، فكانت وجهتي محطة المسافرين بالخروبة، إلا أن ذئبا بشريا كان سباقا في العثور علي واستغل سذاجتي وحيرتي ثم اصطحبني معه وعرض علي المساعدة، إلا أن نيته الفاسدة جعلته يفكر في الاعتداء علي. فكان له ذلك حيث اصطحبني إلى مزرعة مهجورة واعتدى علي ، وبعد برهة تواصل حديثها "ضاع عمري وأحلامي " فأصبحت أ تجول في الشوارع من مكان لأخر، حتى أخذتني دورية الدرك الوطني إلى أحد المراكز. الرفقة السيئة سبب تعاستي أما أمال فقصتها تختلف تماما عن سابقتها، فالرفقة السيئة أدت بها إلى قلب الأزمة، حيث روت لنا حقائق هروبها إلى الشارع بكل ألم وحسرة " كنت في أوج سعادتي أعيش حياة هنيئة مع أسرتي وعند بلوغي سن 12 سنة ودخولي في مرحلة التعليم المتوسط، وجدت عالما آخرا يختلف كل الاختلاف عما مررت به في الابتدائي، فتعرفت على كثير من الأصدقاء وفي احد المرات ألحت علي إحدى صديقاتي الذهب معها الى منزلها حيث كان ينتظرنا في المنزل ابن عمها الذي اتفقت معه مسبقا للنيل مني دون علمي بهذه المكيدة التي احيكت من قبل اعز صدقاتي، وهناك وقع المحظور ومنذ ذالك الوقت وأنا في حيرة من امري ولم اجد اي سبيل إلا الفرار بفضيحتي الى الشارع." يهددها بالفضيحة عبر مواقع الفايس بوك وفي ظل غياب الرقابة الأبوية على الأبناء ، لقيت سامية فتاة في مقتبل العمر والتي أقنعها صديقها الذي كانت تلتقيه عند انتهاء الدوام المدرسي بمقهى للانترنت، ويحرضها على الهروب، فحيك سيناريو رفقتها لسرقة صندوق المجوهرات، وبمجرد تنفيذها للجريمة راح يهددها بفضحها كونها أقامت علاقة جنسية معه والتقط لها صورا فوتوغرافية مهددا إياه بنشرها على مواقع إلكترونية،كما خيرها بين الهروب معه من منزلها خارج العاصمة بعد أن حولها إلى لصة محترفة أو فضح قصتهما. غادرت منزلها لتفادي الفضيحة كما عرفت محكمة حسين داي قصية فتاة عمرها لم تتجاوز سن السادس عشر ، حين وقعت ضحية تهديد من طرف شاب انشأ معها علاقة، مستغلا مراهقتها وسذاجتها حيث استطاع أن يؤثر عليها وذلك بطلبه منها سرقة مبلغ 75 مليون سنتيم من غرفة والدها بعد أن تعرف عليها عبر موقع "الفايس بوك" إلا أن القاصر وجدت نفسها مجبرة على مغادرة منزلها لتفادي الفضيحة . أسباب متعدد تقف وراء الظاهرة وتأتي هذه الظاهرة نتيجة عدة اسباب منها التفكك الأسري الذي ينتج عنه الطلاق الذي يؤدي بتشرد الأطفال ، وكذا الضغوطات من طرف الأسرة نتيجة جهل الوالدين لأسلوب التربية الصحيحة، ونقص الحوار الايجابي والفعال داخل كنف الأسرة، والاحتكاك بصديقات السوء اللواتي يؤثرن بالشكل السلبي ، ودافع هروب الفتيات القاصرات من المنازل هو بدافع تورطهن في علاقات محرمة ، وسوء المعاملة التي تتلقاها الفتاة من قبل الأب والأم وزوجة الأب وحتى الأخ في بعض الأحيان. زيادة على انشغال الام بعدة اعمال قد يدفع بالفتاة إلى البحث عن الحنان من الحرمان و الفراغ العاطفي وذلك خارج المنزل وبطرق مختلفة. المختصون يحذرون من خطورة الظاهرة وفي ذات السياق كشفت لنا المحامية لدى المجلس منصوري عالية، حول ظاهرة هروب الفتيات القاصرات من المنازل حيث عالجت حوالي ستة قضايا وكل حالة تختلف عن الأخرى وأرجعت ذلك إلى العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر والآثار الناجمة عنها.فالجانب القانوني في هذه الحالة وحسب المواد التالية فالمادة 326 تنص على أنه كل من خطف أو أبعد قاصرا لم يكمل الثامنة عشرة وذلك بغير عنف أو تهديد أو تحايل فيعاقب بالحبس لمدة سنة إلى خمس سنوات وبغرامة من 500 إلى 2.000 دينار فهذه المادة تطال كل من حرض فتاة أو ساعدها على الهروب .أما المادة 342 فتنص على أنه كل من حرض قاصرا لم يكملوا التاسعة عشرة ذكورا أو إناثا على الفسق أو فساد الأخلاق أو تشجيعهم عليه أو تسهيله لهم ، وكل من ارتكب ذلك بصفة عرضية بالنسبة للقصر لم يكملوا السادسة عشرة يعاقب بالحبس من خمس سنوات إلى عشر سنوات وبغرامة من 500 إلى 2500 دج، ويعاقب على الشروع في ارتكاب الجنح المشار إليها في هذه المادة بالعقوبات ذاتها المنصوص عليها بالنسبة لتلك الجنح. وأما المادة 291 التي تنص على أنه كل من اختطف أو قبض أو حبس أو حجز أي شخص بدون أمر من السلطات المختصة وخارج الحالات التي يجيز أو يأمر فيها القانون بالقبض على الأفراد.وتطبق ذات العقوبة على كل من أعار مكانا لحبس أو حجز هذا الشخص.إذ استمر الحجز لمدة أكثر من شهر فتكون العقوبة السجن المؤقت من عشر سنوات إلى عشرين سنة.فهذه هي أهم المواد التي تعاقب كل من يحرض أو يخطط أو يحجز شخصا قاصرا لم يبلغ سن الثامنة عشر، وتتم هذه الحالات عن طريق الإبلاغ من طرف الأشخاص المعنيين ثم المتابعة من طرف الشرطة القضائية الضبطية.وكان لعلم النفس رأي في ظاهرة هروب الفتيات القاصرات من المنازل ، فكشفت لنا الأستاذة بوشارب مختصة في علم النفس، على أن هذه الظاهرة ظاهرة جد متشعبة فهذه العلاقة ناتجة عن مشاكل أسرية وعاطفية خاصة للفتاة في مرحلة المراهقة وهذا بالدرجة الأولي ، وكذالك معاملة الأب وقسوته على أفراد الأسرة ونقص الحوار مع العائلة يؤدي إلى وجود ثغرات وجفاء داخل الأسر، فالمشكل الأساسي هو 90 % من مشاكل أسرية ومخلفاتها على الأطفال.وبدون أن ننسى مشكلة العنوسة التي تنطوي من وراءها عدة مشكلات.أما رأي الأخصائية الاجتماعية الأستاذة صايفي نادية بجامعة بوزريعة فكان رأيها في هذا الموضوع أن المجتمع الجزائري تعرض لعدة تغيرات منها الاجتماعية والاقتصادية فقد كانت الاسرة في القديم اسرة كبيرة متكونة من الاب الام الجد الجدة أما الآن تقلصت وأصبحت زواجية آي أسرة نواة تتكون من الأب والأم فقط فهذا التغيير أثر على المرأة فأصبحت تتمتع بحرية تامة خاصة في اختيار العمل فأصبح لها مستوى عالي في التعليم تنافس الرجل في عدة مناصب .وفي خصوص ظاهرة هروب الفتيات القاصرات من المنازل فذلك راجع إلى عدة أسباب منها التفكك الأسري، سن ألمراهقة، الطلاق هجر أحد الأولياء، عدم الاستقرار النفسي والمعنوي، فقدان الرعاية من طرف الوالدين، الخلافات الاسرية في المنزل.نمط المعاملة الأسرية كالشتم والضرب عنف لفظي وعنف مادي، وعدم تلقي الرعاية الازمة كتعرض الفتاة إلى اعتداءات جنسية مثل زنا المحارم، فالخوف من مقابلة الاهل يدفع بالفتاة إلى الهروب ،ضف إلى قوة التقاليد والعادات، وخروج الفتاة مع شاب خصوصا إذا كانت العائلة غير موافقة فهذا من بين الأسباب التي تدفعها إلى الهروب، سن المراهقة وعدم التمييز الصواب من الخطأ، مستوى دخل الأسرة ضعيف (احتياجات أكثر من الأزمة ) إغراءات وسائل الإعلام بكل الطرق والأساليب ، وكذا الممارسة الأخلاقية أمام الأطفال فيكتسبون سلوكا لاأخلاقيا.وكذا الطرد المباشر من طرف الأسرة ، ضعف وقلة الوازع الديني الذي يؤدي إلى تراكم المعاصي والشهوات. الظاهرة بعيون الشريعة الإسلامي و أرجع علماء الدين السبب الرئيس والأساسي إلى ضعف الوازع الديني. وكذا نقص التربية الإسلامية منذ الطفولة. كما قال تعالى : " فأما من طغى وأثر الحياة الدنيا *فإنا الجحيم هي المأوى ، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى *فإنا الجنة هي المأوي" صدق الله العظيم .و لقد كرم الله ابن ادم وخصه بمزايا وصفات رفعت مكانته أعظمت شانه ؛ حيث خلقة في أحسن تقويم وجعل له زوجين الذكر والأنثى ، ، وأوجب الله تعالى للمرأة الحقوق ، وأوصى بها وفرض لها المكانة والاحترام حيث جعل منها جوهرة ثمينة تصان عن كل أذى ، وتكون دائماً مطلوبة لا طالبة. رؤية المجتمع للظاهرة في حين ينظر المجتمع لهذه الظاهرة على أنها ظاهرة غربية ودخيلة على المجتمع الجزائري ، وفي استطلاع الرأي الذي قامت به جريدة الإتحاد حول هذه الظاهرة فتباينت الآراء من شخص لأخر وأجمع الكثير منهم على أن السبب الرئيسي هو التنشئة الأسرية وغياب الحوار داخل العائلة، في حين ترى بعض الأطراف أن أسباب الهروب سواء كانت للإناث أو الذكور فهو دليل قاطع على فشل ثقافة الحوار الأسري ،وقال أحد الشبان بكل صرامة " إذا فعلتها أختي وفرت من المنزل فهذا عار على اسم العائلة لأننا نعيش في مجتمع لا يرحم إلا أن العلاقات البيولوجية تبقى قائمة .كما يقول المثل الشعبي الجزائري " اللحم كي يفوح يرفدوه مواليه" أما إذا كان الهروب بمحض إرادتها فهنا يجب أن تتحمل مسؤوليتها فأنا شخصيا إذا حدث لي مثل هذه الواقعة فمن الأفضل لي أن لا أراها .وهناك من يرى أن الأسرة هي المسؤول الوحيد عما يحدث في المجتمع لأنها لو قامت بدورها كما يجب لتجنب كل المطبات والكوارث الاجتماعية لذا انصح الام أن تقوم بتربية ابنائها وفقا لما جاءت به الشريعة الإسلامية وكذا اقتداء لما كان عليه اجدادنا في السابق.والبعض الأخر يراها غريبة ودخيلة على المجتمع الجزائري الذي يعرف بالمجتمع المحافظ وغالبا ما نجد هذه الظاهرة عند المراهقات اللاتي يتميزن بحب المغامرة وعيش قصص الخيال وهذا لتأثرهم بالفضائيات والقنوات ألإباحية ، دون مراقبة من طرف الأولياء ، دون أن ننسى الضغوط النفسية التي تعيشها الفتاة الجزائرية في غياب الحوار العائلي ، وهناك من يرى أنه لا يجب أن نحكم على الفتاة بالإعدام بل يجب النظر في الظروف التي أدت بها إلى الهروب.والملاحظ من خلال هذا الاستطلاع أن المجتمع الجزائري جد محافظ ويدعو إلى فتح أبواب الحوار مع أفراد الأسرة حتى تتفادى بناتنا الوقوع في الخطأ . الحلول لتفادي الظاهرة ومن بين الحلول المقترحة نجد المراقبة التامة من قبل الأب والأم في توعيتهما في تربية أطفاله والمعاملة الحسنة والصلة الجيدة بين أفراد الأسرة. ومراقبة ما تبثه وسائل الإعلام وما يشاهده أطفالنا من أفلام ومسلسلات، ضف على تربية أبنائنا تربية إسلامية صحيحة بعيدة عن تقليد الأعمى والانجراف وراء الغرب.ومراعاة التركيبة النفسية والهرمونية للفتاة.وكذا تفعيل دور المؤسسات والمدارس والمساجد من خلال البرامج التعليمية والثقافية والتربوية التي تركز على المشكلات التي تواجه الفتاة وتساعدها في كيفية مواجهتها.