"الكسكسي" أو الطعام أو "سكسو" و غيرها من التسميات التي تطلق على الأكلة الشعبية التي تقدم كوجبة رئيسية في مختلف المناسبات سواء في الأفراح أو الولائم أو الجنائز،فهي أكلة تميز بهخا مناطق القبائل منذ القديم،إلا أنه في السنوات الأخيرة بدأ هذا الطبق التقليدي يختفي تدريجيا في الأفراح و المناسبات. يكاد يختفي طبق "الكسكسي" الذي يعتبر الطبق الرئيسي في مختلف مناسبات القبائليين خاصة تلك الأفراح التي تقام في قاعات الحفلات حيث يعوض بأطباق أخرى أكثرها عصرية كطاجين الزيتون و المثوم و غيرها من الأكلات التي عوضت ذلك الطبق التقليدي ،بعد أن كان "الكسكسي" يحتل الصدارة كونه الطبق الذي كان يتربع عرش موائد أفراح مناطق القبائل سابقا،و لمعرفة أسباب غياب هذا الطبق التقليدي قامت يومية "الاتحاد" بجولة في بعض أحياء من مناطق القبائل. من أجل توفير المال و التعب.. "السميد غالي و زيد الفتيل بالدراهم يستنقام بزاف.. الواحد إيدير المثوم باللحم المفروم نفضل الدراهم و الراحة.."حيث أكد بعض المواطنون ليومية "الإتحاد" أثناء جولة استطلاعية لها قامت بها في بعض أحياء بعض مناطق القبائل على غرار ولاية بومرداس أن سبب اختفاء هذا الطبق التقليدي فوق موائد أفراح و أعراس مناطق القبائل ،بعدما كان يحتل الصدارة بأن تكاليفه باتت باهظة الثمن،و في هذا الصدد تقول "الخالة عائشة" في العقد الخامس من العمر أن فتل كيس من الدقيق أصبح بحوالي 2000دينار جزائري عند بعض النساء اللاتي تخصصن في ذلك و غلاء الدقيق أيضا الذي يقارب الكيس الواحد 1300 دينار جزائري،و تضيف أن "الكسكسي" طبق يتطلب قطع كبيرة من اللحم أثناء تقديمه للمعازيم و الضيوف،حيث يصرح "إبراهيم" شاب متعود على الطبخ في الأعراس أنه رغم لذّة و أصالة تلك الأكلة التقليدية المتوارثة عن الأجداد فيعترف أنها تكلف الكثير في الأعراس على عكس مثلا طبق "المثوم" الذي يحتاج إلى كريات من اللحم المفروم و كيلوغرامات من الحمص،أو طبق الأرز و غيرها مما دفع بالكثير من أصحاب الأعراس إلى العزوف عن هذا الطبق،فيما يرجع "عمي عبد القادر" أحد شيوخ الحي سبب التخلي عن هذا الطبق التقليدي إلى غلاء المواشي و بالتالي غلاء اللحم أيضا و خاصة أن هذا الطبق يتطلب كمية كبيرة من اللحم على عكس الأطباق الأخرى التي تكتفي بكمية قليلة من اللحم. و عزوف النساء عن فتله.. فيما أرجع مواطنون آخرون ممن التقت بهم يومية "الاتحاد" سبب تطليق أصحاب الأعراس و الأفراح للطبق الكسكسي و تعويضه بأكلات عصرية أخرى إلى أن عزوف النساء عن فتل "الكسكس" و تحججهن بصعوبة إعداده و أخذه لوقت طويل،و في هذا السياق يقول "عبد الحميد" هو في العقد الرابع من العمر أنه يتذكر عندما كان صغيرا لم يذكر أنه قام باقتناء "الكسكس" من السوق أو حتى أنه لم يلاحظه في المحلات يباع على عكس اليوم أصبحن النساء بأنفسهن يشترينه بدل من إعداده في المنزل،فيما تضيف "الحاجة خديجة" أنه في القديم قبل موعد عرس أحد الجيران أو الأقارب أو الأحباب تجتمع النسوة في بيت واحد حيث يصل عددهن إلى 20 امرأة في جو كله حيوية و أخوة و تراحم، ثم يقمن بفتل حوالي من 8 إلى عشر أكياس من الدقيق وهن يرددن مدائح يصاحبنها بزغاريد تعلن بوجود فرح قريب،أما الآن تقول "الحاجة خديجة""النسا تع اليوم ولاو فنيانات يتكلوا برك على السوق.." و رغم كبر سنها إلا أنها مازالت تتمسك بالعادات و التقاليد حيث تقوم بإعداد الكسكس" بنفسها في أفراح أبنائها و نهاية كل أسبوع أين يكون اجتماع كل أفراد عائلتها. الوقت يداهم العاملات..