يأسسون علاقات عاطفية و غرامية و يحرصون على الظهور في أحسن الطلات و يرتدون ملابس شبابية و موديلات حديثة تطبعها ألوان جذابة أبطالها ليسوا بشباب في العشرينيات كما عهدناهم بل هم شيوخ تتراوح أعمارهم بين الأربعين و السبعين يعيشون مرحلة المراهقة المتأخرة أو ما يسمى "مراهقة الشيخوخة" و التي لا تتقيد بوقت محدد أو مدة زمنية معينة فهي تستمر باستمرار الحاضن لهذه المراهقة . "مراهقة الشيخوخة" أو "المراهقة المتأخرة" أو "الرتورداج" حيث يبدأ بعض الرجال و حتى النساء بعد سن الأربعين و ما بعدها بسلوكيات غير متوازية و التي يطلق عليها أزمة منتصف العمر،فنجد الشخص المتقدم في العمر يحب الرجوع في أغلب أوقاته إلى أيامه الماضية فنجده يعشق المكوث بين طيات الماضي في خلده لأنها تذكره بشبابه اليافع و تختلف هذه المراهقة المتأخرة من شخص لآخر فهناك من بدأ بعد تقدمه في العمر إلى الاهتمام بنفسه أكثر لإخفاء تلك التجاعيد التي ترسم على وجهه و يختارون ملابس تظهرهم في سن أقل من الشيخوخة التي ينزعج منها الكثيرين و البعض الآخر راح ليقيم علاقات غرامية و عاطفية مع بنات بعمر أحفادهم لقتل الروتين و إشعال الأمل في قلوبهم من جديد،هي سلوكيات و أخرى منتشرة بكثرة في السنوات الأخيرة خاصة بعد مرور بلادنا بأوقات عصيبة و أزمات حادة في العشرية السوداء كان مسرحها الأماكن العمومية و الطرقات و حتى الجامعات أبطالها كانوا أصحاب الشعر الأبيض و الوجوه الممتلئة بالتجاعيد، و حتى ذوي المناصب المرموقة كانوا لهم نصيب من هذه المراهقة بعد سنوات قضوها في العمل و طلب العلم مهملين الجانب العاطفي،"المراهقة المتأخرة" هي من بين الظواهر التي ارتأت يومية "الاتحاد" أن تسلط عليها الضوء الأحمر و تضعها على طاولة مختصين الذين اعتبروها حالة نفسية. "اللي فاتوا وقتوا ما يطمع في وقت الناس" "لا يصلح العطار ما أفسده الدهر و لا يصبح المسن شابا مهما حصل.. و لينا نشوفو العجب الصغيرة تحب تولي كبيرة و الكبيرة حبت تولي بالذراع صغيرة..أنا مارانيش ضد المرأة اللي تتزين سواء في الأربعين أو الخمسين مي ماشي "بالجينز لمزير" و الميني كل إنسان يلبس على حساب العمر نتاعوا ماشي في عمرها 50 تلبس نتاع عشرين.."،هي انطباعات بعض المواطنين الذين التقت بهم يومية "الاتحاد" في إحدى شوارع العاصمة فكانت لهم آراء حول موضوع المراهقة المتأخرة أو ما يصطلح عليه "الروتورداج"، حيث أصبح بعض الشيوخ و حتى العجائز منهم يحاولون القيام بتغيير في شكل ملابسهم أو طريقة حديثهم تجعلهم يشعرون أنهم في حالة من الشباب الدائم ،و في هذا الصدد تقول "سامية" من العاصمة في العقد الثالث من العمر"عجوزة تلبس لباس ضيق و تضع تسريحة الشعر لمراهقات أو يلبس شيخ بعمر جدي سروال قصير أو يصبغ شعره لكي يظهر في العشرين من العمر "تبهديلة".. حابين إولو ليامات الزمان نتاع العشرينات و الله غير صعيب الروتورداج.."،أما "وليد" شاب من القبة يقول أن اللباس حرية شخصية و لكن أن تصل مثلا عجوز ترى ترهلات جلدها من على بعد كيلومترات و لا تستر نفسها بحجاب فهذا قمة الرذالة،و تبقى قضية اللباس حرية شخصية كما قال "وليد" و لكن لكل مقام مقال و لكل عمر مقاييسه. "المراهقة المتأخرة" عدوى تمس الأساتذة جامعيون و لم يقتصر "الرتورداج" في الجانب الشكلي فقط و إنما محاكاة كل تصرفات المراهقين الشباب و منها تتبع البنات و مغازلتهم،حيث نجد بعض الأشخاص يقومون برحلة بعد سن الأربعين بحثا على ما يعوضهم ذلك الفراغ العاطفي الذي يعانون منه و يحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ،فيعملون على إقامة علاقات عاطفية و غرامية و يركضون وراء شابات بعمر أحفادهم غير مدركين أنهم في مرحلة عمرية تتطلب منهم أن يكونوا أكثر وعيا و نضجا،و ما أكثر هذه الظاهرة خاصة في الأوساط الجامعية و بين من؟ بين بعض الأساتذة الجامعيون و طالبات في مقتبل العمر حيث تبدأ قصصهم منذ بداية الموسم الجامعي حين يدخل فيها الأساتذة إلى قاعات الدراسة،ففي البداية يقومون بعرض أرقام هواتفهم الشخصية على الطلبة و الطالبات و من ثم تبدأ المحادثات بينهم على أساس البحوث و الاستفسارات و من ثم تتحول إلى علاقات عاطفية و مواعيد غرامية تضاهي تلك التي تعرض في المسلسلات و على شاشات التلفزيون و السنيما مقابل التضخيم في النقاط و ارتفاع في المعدلات السنوية،و في هذا الصدد صرحت بعض الطالبات أن به بعض الأساتذة معروفين بهذه التصرفات بحيث يحاولون الظهور في أحسن الهيئات ليثيروا جلب أنظار الطالبات و من ثم يوقعهن في شباكهم ليعيشوا حياة عاطفية افتقدوها أثناء شبابهم لانشغالهم بمسارهم الدراسي. أزمة عاطفية و نفسية في منتصف العمر المرأة و هي الأكثر تضررا من مراهقة زوجها في منصف العمر حيث نجد الكثير من الزوجات يعانين الويلات من أزواجهن في هذه المرحلة حين يتصرف بسلوكيات المراهقين في سن العشرين،حيث صرحت لنا "نبيلة" من العاصمة ؟أنها تعاني الكثير من هذه الظاهرة ،و تضيف أن زوجها و بعد بلوغه سن الأربعين تغيرت كل تصرفاته و أصبح أكثر اهتماما بنفسه و يمضي معظم ساعات وقته سواء في الحديث عبر الهاتف أو في الدردشة على الأنترنيت مع فتيات صغيرات و هو ما يثير جنوني أنه بات يتهاون في تأدية واجباته كزوج و أب لأولاد مازالوا بحاجته بل سلوكياته طائشة،هي أزمات نفسية تصيب الكثير من الأزواج في منتصف العمر ما ينتج عنها مشاكل بينهم توصلهم إلى الطلاق في غالب الأحيان. الرياضة مهمة لتفادي مخاطر تلك المرحلة "المراهقة المتأخرة" فهذه المرحلة يعتبرها بعض المختصين أنها حالة نفسية بحيث تظهر فيها بعض الأعراض على الرجل تزعج وتوتر الأسرة وخاصة الزوجة من هذه المؤشرات منها كثرة التذمر بحيث لم يعد للحياة أي طعم، ويكثر الرجل من الحديث عن مدى الملل الذي يشعر بها و- قد يفكر بعض الأزواج في الخيانة الزوجية معتقداً أنها الحل الوحيد للخروج من الملل والفراغ القاتل ويتخذ قرارات عشوائية فيما يتعلق بالتصرف بأمواله و إجراء تغييرات جذرية على مظهره الخارجي ويبدأ بقضاء وقت طويل أمام المرآة والاعتناء بزينته وهندامه بشكل كبير، ويتصرف تصرفات المراهقون كمحاولتهم لفت أنظار الجنس الآخر، بارتداء ألوان وملابس ملفتة للانتباه وغيرها من الأمور فيصبح الرجل يعبر باستمرار عن حنينه للماضي ويكثر من الحديث عن ماضيه،ولتفادي هذه الأعراض ينصح الأطباء بضرورة الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ومحاربة كافة أشكال قلة الحركة، والعمل على ضبط الوزن ضمن الحدود الطبيعية وتناول الغذاء الصحي والمتنوع الذي يمد الجسم باحتياجاته المختلفة والذي يمنع تشكل وتراكم الشحوم والإصابة بالاضطرابات المختلفة، ومن المهم جدا عدم التردد في استشارة الطبيب لدى حدوث أي اضطراب يعكر صفو المزاج وتؤثر بشكل سلبي على صحة الرجل.