تحولت الشقة إلى أولوية قصوى في لدى الكثير من العائلات الجزائرية بمختلف شرائحها خاصة الشباب الذي بات السكن يحول بينه و بين الزواج،و أجبر العديد من النسوة على تناول حبوب منع الحمل لتحديد النسل تجنبا لضيق المسكن ،كما يؤرق مشكل السكن العديد من المواطنين خاصة المتزوجين منهم فنجدهم متجهين للعيش مع أهاليهم بعد أن أرهقهم الإيجار،شباب و أطفال و نساء و حتى شيوخ كلهم معنيين بمشروع السكنات الجديدة و كلهم ضحية لضيق السكن،فنجدهم كلهم في حالة تأهب متخذين سياسة التقشف و الادخار لدفع مستحقات "عدل". الزواج و السكن وجهان لعملة واحدة أكد بعض الشباب الذين التقت بهم يومية "الاتحاد" من خلال جولتها الاستطلاعية التي قادتها إلى بعض أحياء من العاصمة و تزامنا و ميلاد مشروع عدل أنه أعادت "عدل" بعض من آمالهم في الدخول في قفص الزواج و الارتباط بشريكات حياتهم بعد أن أصبح حلما مستحيلا أمام أزمة السكن التي عهدوها منذ الاستقلال،فبات حصول شاب في مقتبل العمر على شقة اليوم في بلادنا حاجة خارقة للعادة و مستحيلة ،أو كما قال "عمر" ذو التاسع و العشرين ربيعا"السكنة في بلادنا ولات كي اللي يطلب بلاصة في الجنة.." و عن مشروع "عدل" يقول أنه قام بتسجيل نفسه في ذات اليوم الذي أعلن فيه المشروع و لكن الآن ما بقي لنا سوى الدعوات أن يتحقق الحلم و لا يتكرر السيناريوا الذي حدث قبل عشر سنوات،و عن ردة فعل بعض الشباب عند تلقيهم خبر المشروع "خالد" و محمد" و "نورالدين" أنهم لم يناموا ليلة كاملة من شدة الفرح بهذا المشروع الذي شق لهم بصيص أمل للظفر بمسكن،حيث يقول "خالد" أنه مستعد للعمل ليل نهار للحصول شقة جديدة مهما كلفه الثمن غاليا و يردف زميله "نور الدين" أنه لن يتجرأ حتى بالتفكير بمسألة الزواج قبل أن يتحصل على مسكن خاص به خاصة بعد سماعه عن المشاكل التي تحدث بين الزوجات و أهل أزواجهن،و يختم "محمد" الحديث أن الزواج و السكن وجهان لعملة واحدة لا يستغني أحدهما عن الآخر. الضيق أجبرهن على تناول حبوب منع الحمل فيما راحت بعض الأمهات الجزائريات لانتهاج طريقة لتحديد النسل كتناول حبوب منع الحمل للتخفيف من معاناة أزمة السكن التي يعشنها منذ زواجهن فجحيم ضيق السكنات حرمهن من الاستمتاع بحياتهن الزوجية و حرم أيضا أبناءهن من طفولتهن،و في هذا السياق تقول "صليحة" من القبة أم لثلاثة بنات أنها لم تقرر يوما أن تأخذ تلك الحبوب ولكن معاناتها التي مازالت تعيشها في غرفة واحدة مع بناتها الثلاث دفعها بالتفكير بتناولها،أما "غانية" فقد صرحت لنا أنها قامت بالإجهاض مرتين على التوالي بسبب أزمة السكن الخانقة ،فكثيرات من أمثال "صليحة" اللاتي حرمتهن أزمة السكن من الاستمتاع بالأمومة و الحظي بزينة الحياة الدنيا مستعملين حبوبا لتوقف الإنجاب أملات في يوم من الأيام أن يرزقن بشقق تسع لأبنائهن و راجيات من المولى عز و جل أن يحقق حلمهن مع مشروع سكنات عدل. العودة إلى حضن العائلة للادخار و مع عودة مشاريع "عدل" عادت أحلام الأزواج و الشباب معها و شرعوا في تخصيص ميزانيات للحظي بواحدة من شققها و الخروج من معاناة ضيق السكنات،فكم من مواطن خاصة المتزوجين منهم عادوا للعيش بين أحضان عائلاتهم بعد أن رأوا في الكراء و الإيجار حلا للهروب من مشاكلهم العائلية و لكن طمع الظفر بشقة "عدل" قلب آياتهم فخصصوا أموال الإيجار ل"عدل"،و من بين هؤلاء "مصطفى" أب لأربعة أولاد و الذي صرح من خلال دردشته مع يومية "الاتحاد" أنه استأجر شقة منذ ست سنوات و هذا بعد تكملة نصف دينه لأن بيت أهله ضيق لا يحوي كل أفراد العائلة الكبيرة،و يضيف أنه بعد عودة مشروع "عدل" الأخير عاد للعيش في كنف عائلته ليوفر مالا يستطيع أن يسد به نفقات و مستحقات عدل آملا أن يحظى بشقة في أقرب وقت لأن و يكون المشروع حقيقة و ليس وهم مثل بقية المشاريع الفائتة،كثيرون من أمثال "مصطفى" الذين يتمنون الخروج من تلك المعاناة و المناوشات التي تحدث بين الكنة و العجوز التي تدفع ببعض الأزواج إلى الجنون و لا يجدون حلا لتنفس الصعداء أزمة السكنات التي باتت ميزة يتميز بها كل الجزائريين تقريبا. بيع الذهب و "الحديدة" للظفر بالسكن مواطنون و مواطنات استطاعوا برواتبهم المتواضعة الحصول على سيارات لتخطي معاناة وسائل النقل العمومية و اقتناء السيدات للحلي لاستعماله في المناسبات و الأفراح و الذي يقال عنه "الشدايد وقت لحدايد" و غيرها من الأشياء التي أصبحت في الآونة الأخيرة في ذيل أولويات المواطن الجزائري بينما احتل الحصول على سكن جديد الصدارة في الترتيبات بعدما أصدر مشروع "عدل" الأخير حيث استعد الكثير من المواطنين بيع سياراتهم و ذهبهم مقابل توفير مبلغ مالي يدفعون بها مستحقات السكن،حيث أكدت كل من "نبيلة" و "نصيرة" و "فاطمة الزهراء" أنهن مستعدات لبيع كل حليهم من ذهب و فضة لمساعدة أزواجهن مقابل الظفر بسكنات "عدل" الأخيرة تخرجهن من بيوتهن الضيقة التي لا تسع سوى لفردين على الأكثر،حيث قالت "نصيرة" في هذا الصدد "اللي عزيز عليا نبيعوا الضيق واعر مراناش عايشين نبيع كامل الذهب المهم نعيش ألاس.."،فيما وجد الجنس الخشن من بيع سياراتهم حلا في الحصول على مبلغ يساعدهم على الحصول على أموال يدفعون بها مستحقات السكنات الجديدة،و في هذ الصدد يقول "عبد الغني" أنه لا يستطيع العيش بدون سيارة لأنه تعود عليها منذ خمسة عشر سنة إلا أن أمله في الحصول على شقة جديدة دفعته لبيعها دون تردد"كي نعيش في بيت واسعة مع اولادي أو بلا مشاكل مبعد نزيد نخمم فالسيارة.."،و يضيف أن هذه الفكرة دخلت عقول الكثير من الجزائريين فور سماعهم بمشروع عدل الأخير.