تعوّل الجزائر من خلال قمتها العربية التي ستحتضنها في ذكرى الثورة التحريرية على لملمة الشمل وتوحيد الصفوف، خاصة بعدما نجحت في أكبر تحد يتمثل في توحيد الفصائل الفلسطينية على أرضها الطاهرة، ويرى مراقبون أن "قمة نوفمبر" محطة "مفصلية" في لم الشمل والدفع بالعمل العربي المشترك. جمعتها: خ.قدوار المالكي: قمة الجزائر كرّست التوافق العربي لدعم فلسطين أشاد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، اليوم ، بتكريس قمة الجزائر التوافق العربي لدعم فلسطين، عبر إقرار اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، توصية لدعم الاقتصاد الفلسطيني تمهيداً لاعتمادها من القمة العربية، المقرّر عقدها بدايةو من الغد ، وفي تصريحات خصّ بها القناة الإذاعية الثالثة، أبدى المالكي تقديره للتأييد التام الذي حُظيت به فلسطين في الاجتماعات التحضيرية لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، وقال: "الشكر للجزائر التي جدّدت حرصها على الانتصار لفلسطين بعد أسابيع عن النجاح الباهر لمبادرة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون في لمّ الشمل الفلسطيني"، وتابع: "المنتظر هو وضع آليات عمل تنفيذية تترجم التوافق العربي بشأن إضافة أصغر عملة نقدية وطنية في الدول العربية والإسلامية على الفاتورة الشهرية للهاتف الثابت والمحمول لمشتركي الخدمة، لمساعدة وتعزيز صمود القدس. وفوّض المجلس البنك الإسلامي للتنمية بإدارة هذه الأموال بنفس آلية عمل صندوقي الأقصى والقدس، كما جدّد المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي دعوة الدول الأعضاء بدعم الاقتصاد الفلسطيني وفق الترتيبات الثنائية مع دولة فلسطين وفتح أسواقها أمام التدفق الحر للمنتجات فلسطينية المنشأ عبر إعفائها من الرسوم الجمركية وذلك تنفيذاً للقرارات السابقة الصادرة بهذا الشأن. وشدّد المجلس ذاته على مقاطعة الاستيطان بكل اشكاله، وتنشيط الاستثمار في الأرض الفلسطينية، علاوة على تعزيز صمود المواطنين أمام سياسات وإجراءات الاحتلال الصهيوني التعسفية وصادق على مقترح إنشاء المركز العربي لدراسات التمكين الاقتصادي والاجتماعي بدولة فلسطين. من جانبه، طالب وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي، بالإسراع في ترجمة قرارات القمم العربية الهادفة إلى الحفاظ على الهوية الوطنية لمدينة القدس وتعزيز صمود أبناء شعبنا ودعم الاقتصاد الفلسطيني. ميزاب: قمة الجزائر فرصة لتوحيد البيت العربي أوضح الخبير في الشؤون الأمنية والجيو سياسية والإستراتيجية، اليوم ، الدكتور أحمد ميزاب، أن الجميع يعول ويعلق الآمال على القمة العربية التي ستنعقد بالجزائر خلال الفاتح والثاني من نوفمبر الداخل للم الشمل العربي، وقال ميزاب خلال نزوله ضيفا على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى "إن الجزائر وخلال تحضيراتها رافعت من أجل أن تكون هذه القمة للم شمل الشعوب العربية، خاصة وأن الأمة العربية كلها تطوق لتوحيد البيت العربي وتعزيز مقوماته وقدراته لتجاوز المآسي والأزمات التي مرت بها المنطقة العربية". وأضاف أن "الجزائر تراهن لكي تكون القضية الفلسطينية في جوهر المناقشات، خاصة بعد أن توج مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية المنعقد بالجزائر العاصمة بإعلان الجزائر الذي تضمن 9 مبادئ من أجل لم الشمل الفلسطيني وتوحيد الصفوف وتعزيز مقومات البيت الفلسطيني في مواجهة الإحتلال الصهيوني"، مشيرا إلى أن الكرة في مرمى البيت العربي من أجل تحمل المسؤوليات واتخاذ القرارات التاريخية التي تحسب للجميع في إطار تعزيز مقومات العمل العربي المشترك". ويرى الخبير أن "التوقيت الذي ستنعقد فيه القمة العربية والذي يتزامن مع الذكرى ال68 لإندلاع ثورة التحرير المجيدة، سيكون ملهما لصناعة التضامن العربي ولإعادة بعث العمل العربي المشترك"، مردفا بالقول " إن القمة العربية بالجزائر في دورتها ال31 ستنعقد في ظل سياقات دولية وإقليمية إستثنائية ومعقدة بسبب التحولات العميقة في تركيبات النظام العالمي، وفي ظل أيضا مجموعة من التحديات المتنامية والمتزايدة والمتداخلة التي تعرفها المنطقة العربية على مستويات مختلفة ناهيك عن التحديات الإقتصادية والسياسية التي تعرفها المنطقة العربية. إعلاميون تونسيون : القمة العربية بالجزائر محطة "مفصلية" يتابع الاعلام التونسي باهتمام كبير استعدادات الجزائر لاحتضان القمة العربية ال31 يومي 1 و 2 نوفمبر، معتبرا هذا الموعد محطة "مفصلية" في لم الشمل والدفع بالعمل العربي المشترك. وأكدت رئيسة تحرير القسم الدولي بجريدة الصباح التونسية, آسيا العتروس في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الاعلام التونسي يرصد كل الأخبار المتعلقة بهذا الموعد الهام, مشيرة الى الرمزية الكبيرة للتوقيت الذي يلتئم فيه القادة العرب ببلد المليون ونصف مليون شهيد, وهو اندلاع الثورة الجزائرية التي انتصرت على الاستعمار، معربة عن أملها في أن يكون هذا التاريخ الرمزي "محفزا للأخوة الفلسطينيين والعرب, للعمل على تغيير الواقع ولم الشمل العربي, لمواجهة التحديات التي تحيط بالأمة العربية في مثل هذه الظروف الخاصة التي يمر بها العالم". وأبرزت في هذا الاطار "الانتصار التاريخي" للجزائر في توحيد الفصائل الفلسطينية, قائلة: "توقيع 14 فصيلا فلسطينيا على اعلان الجزائر أمر لا يستهان به", مشيدة بالدور الكبير لرئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, في رعاية المصالحة الفلسطينية، لافتة أن "الجميع يعرف حجم التحديات الكبيرة الاقليمية والدولية التي تحيط بالقمة العربية, لكن الجزائر أيضا رفعت التحدي وتعمل على أن تعيد القضية الفلسطينية الى سطح الاحداث والاهتمامات". وعبرت عن أملها في أن يكون "اعلان الجزائر" بخصوص توحيد الفصائل الفلسطينية "منطلقا لتجاوز الخلافات والعودة الى الوحدة التي بدونها لا تستطيع القضية الفلسطينية أن تفرض نفسها على الاحتلال الصهيوني ولا على المنظمات الإقليمية والدولية". وبدورها, أكدت الاعلامية بوكالة تونس افريقيا للأنباء, ضحى طليق, أن الصحافة التونسية تتابع هذا الحدث الكبير باعتباره "مفصليا" بالنسبة للمواطن العربي, "خاصة و أنه يعقد في وقت حساس على المستويين الاقليمي والدولي"، وترى ضحى طليق أن العالم العربي بحاجة لتجميع صوته وتوحيده, في ظل هذا الواقع الدولي وتداعياته على الامن الغذائي و الطاقوي. كما تطرقت ذات الاعلامية الى الجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر في خدمة القضية الفلسطينية, و اشادت في هذا الاطار بتوقيع الفصائل الفلسطينية على "اعلان الجزائر" للم الشمل و تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، معربة عن أملها في أن يكون هذا الاعلان "منطلقا نحو توحيد الصف الفلسطيني و استرداد الشعب الفلسطيني لكل حقوقه المشروعة غير منقوصة". أما على المستوى العربي -تقول المتحدثة- "فالجزائر تدفع باتجاه توحيد الصوت العربي و باتجاه الاستجابة لتطلعات و أمال الشعوب العربية", مؤكدة أن الامة العربية اليوم في أمس الحاجة الى "وح دة الصف و التنمية, لتحقيق التكامل الاقتصادي و توفير حياة أفضل للشعوب العربية"، كما أعربت عن يقينها في "قدرة الجزائر على انجاح القمة العربية, رغم كل الصعوبات والعراقيل, نظرا لإرادتها و رغبتها في لم الشمل العربي".