بين مكاتب الاستقبال و قاعات الانتظار أعوان يتميّز بعضهم بالاستبداد و الديكتاتورية و أساليب "الترهيب"، وفي بعض المرات يستولي أعوان الاستقبال و الأمن بالمؤسسات و المقرات الرسمية على سلطة "المدير والمير و الوالي و رئيس الدائرة .. و.." فيتكلم مع المواطنين على أساس أنه أدرى بكل صغيرة وكبيرة داخل المؤسسة التي يعمل بها و التي بدورها تعامله "كعامل بسيط" فلماذا يعاني "المستقبلون" من أمراض العظمة و انتحال الصفات؟.معظم أعوان الاستقبال بالبلديات و مكاتب البريد ومقرات الولايات و الوزارات لم يخضعوا إلى تكوين أكاديمي علمي يؤهلهم لاستقبال المواطنين الجزائريين أحسن استقبال، و تتميز أغلبية المقرات بسوء المعاملة و الاستقبال و أصبح الكل تقريبا يحفظ عبارات مشتركة أشهرها "المسؤول غير موجود" و "يمكنك العودة يوم الأحد"، و الجميع تعرض ولو لمرة واحدة إلى "الإرهاب" الإداري الذي حطم آمال الجزائريين وأدخلهم في عالم الانتظار إلى أجل غير مسمى.لو تبحث عن إدارة جزائرية واحدة تعمل وفق معايير الاستقبال الدولية فإنك حتما لا تعثر عليها، و حينما تسمع أن وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات الجديد عبد المالك بوضياف يقول أن قطاعه قرر أن يضع أطباء سواء في الطب العام أو اختصاصيين في مكاتب الاستقبال للاستماع و توجيه أهالي المرضى، فأول ما تشعر به أنك تشاهد فيلما سينمائيا وقائعه مستوحاة من خيال المخرج..!و آخر النماذج "الخيالية" ما أوصى به وزير الداخلية و الجماعات المحلية الطيب بلعيز ولاة الجمهورية بشأن استقبال المواطنين حيث قال:"لابد من الاستماع لهموم المواطن و انشغالاته..وحلها في الحين"..؟!، و الظاهر أن الولاة مطالبين بامتلاك مصابيح علاء الدين السحرية ليتمكنوا من حل المشاكل التي تتطلب سنوات وسنوات في لحظة واحدة.