لا يزال التوتر سيد الموقف بين الجزائر والمغرب، بعد استدعاء الرباط يوم الأربعاء الفارط سفيرها في الجزائر للتشاور واشتعلت حرب إعلامية جديدة بين الدولتين على اجتماع أبوجا ودعا بوتفليقة في هذا الخطاب إلى توسيع صلاحيات المينورسو في الصحراء الغربية لتشمل حقوق الإنسان، وكان رد الرباط في البداية قويا من خلال وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية ويجمع الباحثون أنه "يجب الانتباه إلى مسألة مهمة في العلاقات المغربية الجزائرية في إطارها الرسمي وليس الشعبي وهو ما يجعلها تعرف مدا وجزرا"،وأن التوتر في العلاقات بين البلدين "لا يضر فقط طرفا دون طرف آخر وإنما يضر بالمنطقة بأجمعها"، و" المغرب والجزائر، كبلدين لهما قوتهما في المنطقة، قادران على ضبط إيقاع التوترات في المنطقة"."ويعتبر التصعيد المغربي الحالي محاولة من الملك لتحويل أنظار شعبه عن مشاكله الداخلية، ومطالبه الحقيقية المتمثلة في العيش الكريم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.هذا وقام المغاربة نهاية الأسبوع بالتجمع والتجمهر أمام مقر السفارة الجزائرية في الرباط للاحتجاج على ما وصفوه بالتدخل الجزائري في قضية الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب.حيث أطلقوا هتافات استفزازية ضد الجزائر ومنهم من طالب بضم أراض جزائرية مثل تندوف وبشار إلى المغرب ولحق الأمر بهم إلى المساس بالهيئات الرسمية الجزائرية المتمثلة في خلع العلم الوطني من على السفارة الجزائريةبالرباط وتمزيقه، ولعل اختيار الفاتح من نوفمبر الذي يعني الكثير للجزائر والجزائريين من دلالات تاريخية ليس من محظ الصدفة ويحمل في ثناياه العديد من الدلالات.وينتمي معظم المتجمهرين بدون شك الى منظمات وجمعيات تأتمر بأوامر المخزن، وتأتي الخطوة المغربية في إطار سياسة التصعيد الإعلامي والسياسي التي يتبناها المغرب ضد الجزائر التي أعادت تأكيد مواقفها القديمة بشأن قضية الصحراء المحتلة.يذكر أن الأعراف الديبلوماسية والقانون الدولي يفرض على المغرب مسؤولية حماية البعثة الجزائرية في الرباط، خاصة أن التحركات والاستفزازات أمام مقر السفارة محركة من جهات رسمية مغربية. قابله الحكمة والرزانة الجزائرية والتي لطالما عرفت بحكمتها الدبلوماسية مع التهور المغربي وملكها.فما يفسر استدعاء السفير المغربي بالجزائر، هو "تعبير يتعارض ومتطلبات حسن الجوار وفضل المخزن لامحال معاكسة التيار، واختارت التصعيد لاعتبارات ذاتية خصوصا بعد التضييق الحدود الذي فرضته الجزائر على مهربي الوقود الذي نخر الاقتصاد الوطني وبعد حفر الخنادق للحد من تهريب السموم البيضاء القادمة من المغرب رغم أن العلاقات بين الشعبين والبلدين هي متنوعة والمستقبل لا يمكن أن يكون مصنوعا إلا في ظل التوافق بين البلدين أكثر من ذلك لا إمكانية لإعادة تنشيط الاتحاد المغاربي دون القاطرة المغربية الجزائرية لكن يبدو أن المخزن لا نية له في تحسين العلاقات مع الجزائر وحجة الصحراء الغربية ماهي الى ذريعة يتحجج بها المخزن فلطالما عرفت الجزائر بمساندتها للشعب الصحراوي في تقرير مصيره وهذا ليس بالشئ الجديد. مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل على خلفية الأحداث لا زالتْ ردودُ الفعل تتوالَى على إثر الاستفزازات المغربية العنيفة ضد الجزائر وغير المبررة والتي يبدو أنها تريد من هذه الحركات والتصعيدات إلى تصريف أزماتها الداخلية والاقتصادية وتوجيه الأنظار الشعب المغربي الذي يعاني من أزمات وبطالة تعصف بحياته اليومية وعلى خلفية الأحداث والتصعيد المغربي عرفت مواقع التواصل الاجتماعي "الفايس بوك "وتوتير " وإضافة إلى" يوتيوب "والتي عرفت موجة من المشادات والمشاحنات بين الشعبين المغربي والجزائري بتبادل التعليقات والسب والشتم بين الطرفين.