عاش سكان سوق أهراس أجواء حميمية بمناسبة انطلاق فعاليات شهر التراث وذلك بالموقع الأثري لخميسة.وقد طغت على هذه التظاهرة التي انطلقت الاثنين الماضي و ستتواصل إلى غاية 18 ماي تحت شعار "التراث الثقافي بين المعرفة والمهارة في زمن الرقمنة" أنغام الزرنة والبندير وأغاني فلكلورية وطلقات بارود الخيالة وذلك ببهو المسرح الروماني لموقع خميسة الأثري وسط حضور مئات المواطنين الذين ثمنوا مبادرة إحياء مثل هذه المناسبات في فضاءات أثرية.واستغل عديد زوار هذه التظاهرة التي بادرت إلى تنظيمها مديرية الثقافة بالتنسيق مع كل من مديرية السياحة والصناعة التقليدية وفرع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية لأخذ صور تذكارية وسط مواكب الفرسان وطلقات البارود وأمام آثار هذا الموقع، وقد طافت سلطات الولاية المدنية والعسكرية بمختلف أجنحة معرض الصناعة التقليدية والأثرية والتراثية لمنطقة سوق أهراس على غرار اللباس التقليدي وصناعة الزرابي والحلويات والأكلات الشعبية والفخار والنحاس وكتب وصور فوتوغرافية للمواقع الأثرية بالولاية وقطع مقولبة لقطع أثرية وهي الأجنحة التي شارك فيها أزيد من 18 عارضا وعارضة، ونالت هذه المعروضات والتحف إعجاب السلطات والمواطنين وبخاصة تلك الألبسة التقليدية التي تسعى المرأة السوقهراسية إلى المحافظة عليها على غرار الملايا السوداء التي لاتزال تصارع الاندثار وزربية الراقوبة نسبة إلى أحد البلديات القريبة من مداوروش وهي الزربية التي تتميز بكثرة ألوانها وانسجامها المتقن بأشكال ورموز تحمل الكثير من الإيحائية في لوحة فنية تؤرخ لعراقة وأصالة تعود إلى حقب زمنية غابرة.كما نال جناح كل من القشابية التي تعد وبامتياز أحد الرموز الثقافية العريقة في سوق أهراس اهتمام زوار هذه التظاهرة حيث لاتزال القشابية إلى يومنا هذا لباسا تحمل خيوطه المصنوعة من الوبر أو الصوف رموزا لها من الجمالية ما جعل أبناء طاغست يتفاخرون بارتدائها، وفي زاوية أخرى من أجنحة هذه التظاهرة تنتصب حرف تقليدية توارثتها الأجيال وأطباق للعجائن والحلويات التي أبدعت فيها أنامل السوقهراسيات، وتم التأكيد خلال هذه التظاهرة على ضرورة تكوين وتوجيه الحرفيين وتشجيع أصحاب المشاريع في هذا المجال لضمان تسويق منتجاتهم المختلفة والمساهمة في حماية الصناعة التقليدية من الاندثار .وبالمناسبة دعا كل من مدراء الثقافة والسياحة والصناعة التقليدية والمواقع الأثرية المصنفة إلى ضرورة تشجيع الطاقات الشابة للمحافظة على التراث الثقافي بالولاية معتبرين هذا الفضاء فرصة أكيدة لإظهار وإبراز إبداعات الشباب والحرفيين وهي التظاهرة التي تعد كذلك امتدادا لبرنامج استغلال المواقع الأثرية بالولاية وبالأخص موقع كل من خميسة ومادور، وفي هذا السياق أوضح مدير المواقع الأثرية نصر الدين عسول على هامش هذه التظاهرة أنه سيشرع في استغلال موقعي كل من خميسة ومادور من خلال استحداث فضاءات للترفيه والتسلية وأخرى لألعاب الأطفال وتنصيب خيم على شكل أكشاك لبيع منتجات حرفية وتقليدية وفتح كافيتيريا بكل من خميسة ومادور.يذكر أن الموقع الأثري لخميسة الذي كان يطلق عليه اسم ثيبيرسيكو نوميدارومشيد فوق ربوة وهو عبارة عن مدينة نوميدية تحولت إلى بلدية في القرن الثاني للميلاد تحت لواء الإمبراطور تراجان ومن ثمة إلى مستعمرة شرفية أو فخرية في القرن الثالث للميلاد.