يخوض الجيش العراقي اشتباكات مع مسلحين يحاولون التقدم نحو قضاء المقدادية في طريقهم الى مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، الواقعة شمال شرق بغداد، في حين فتحت الحكومة مراكز للتطوع للمشاركة في حماية باقي مناطق العراق.أفاد المصدر إن الجيش يحاول منذ ساعات الصباح الأولى ، منع المسلحين من دخول القضاء الواقع على بعد 30 كلم من بعقوبة (65 كلم شمال شرق بغداد)، وأما من جهته، قال أبو عمر الجبوري أحد وجهاء المنطقة وأحد مشايخ عشائر الجبور، إن ثوار العشائر سيطروا على مناطق مهمة من قضاء المقدادية وأوضح أن هذه الثورة لم تأت عبثا بل جاءت كرد فعل على ما يقوم به الجيش العراقي من تضييق أمني واستخفاف بالمشاعر منذ فترة ليست بقصيرة، كما بيّن أن من يقاتل الجيش العراقي هم ائتلاف لفصائل مسلحة منها ثوار العشائر بالإضافة إلى مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة، وأوضح أن جنود الجيش العراقي لم يبدوا مقاومة حيث يغادرون دون إطلاق رصاصة واحدة وتركوا أماكنهم مع العتاد والدبابات، بعد تغيير ملابسهم العسكرية إلى أخرى مدنية. ومن جهتها، ذكرت مصادر أمنية وعسكرية أن قوات الجيش تقوم في الوقت ذاته بقصف مواقع للمسلحين في ناحيتي جلولاء والسعدية المتنازع عليهما بين بغداد وإقليم كردستان على بعد نحو 50 كلم من المقدادية، بعدما دخلهما هؤلاء المسلحون ليلة أول أمس، في حين كان شهود عيان قد قالوا أمس إن مسلحين سيطروا على شمال شرق مدينة بعقوبة بمحافظة ديالى، وسط توعد قادتهم بتوسيع عملياتهم وصولا إلى العاصمة بغداد.كما أوضحت المصادر ذاتها أن بلدتي السعدية وجلولاء شمال شرق ديالى سقطتا بأيدي المسلحين بعد فرار أفراد الجيش والشرطة العراقية منهما.وأفاد ضابط برتبة عقيد في الشرطة وضابط برتبة مقدم في الجيش أن المسلحين دخلوا الناحيتين المتنازع عليهما بين العرب والأكراد، وبسطوا سيطرتهم عليهما بعدما غادرتهما قوات الجيش والشرطة.واما في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، قالت مصادر إن المسلحين يحاولون اقتحام مدينة سامراء. في حين سيطرت قوات البشمركة الكردية على مقار وثكنات عسكرية انسحب الجيش العراقي منها في مدينة كركوك، بينما يسيطر المسلحون على بعض المناطق في أطرافها. مجلس الأمن يدعو لحوار عاجل : دعا مجلس الأمن الدولي ، كل الفرقاء العراقيين للبدء بحوار وطني عاجل، ودان كل الأعمال الإرهابية التي يشهدها العراق، حيث استولى مسلحون على مساحات كبيرة من شمال غرب هذا البلد، كما عقد أعضاء المجلس الخمسة عشر مشاورات مغلقة في مقر المجلس بنيويورك، استمعوا خلالها بالخصوص إلى عرض بشأن الوضع في هذا البلد من مبعوث الأممالمتحدة إلى العراق نيكولاي مالدينوف الذي تحدث إليهم عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، كما عبر المجلس في ختام الاجتماع وبإجماع أعضائه عن دعمه الكامل للحكومة والشعب العراقيين في تصديهما لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذين سيطروا على مساحات واسعة من شمال غرب العراق في مطلع الأسبوع.وأفاد السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين إن هذه مناسبة استثنائية لأن تكون هناك بداية جديدة عبر إطلاق حوار وطني مفتوح وعبر حل المسائل المتعددة العالقة، مؤكدا على وجوب بذل جهود مكثفة لإطلاق هذا الحوار، ومن جهته أشار تشوركين إلى أن ملادينوف كان واثقا تماما من أن بغداد محمية جيدا وأن الحكومة مسيطرة، ومن ثم لا يوجد خطر مباشر لامتداد العنف إلى بغداد، وحسب تشوركين دان أعضاء المجلس ال15 كل الأعمال الإرهابية والمتطرفة التي ارتكبت في العراق، لكنهم حذروا من أنه يتعين على بغداد أن تعالج في آن معا العديد من الملفات المعقدة السياسية والاجتماعية والطائفية والنفطية، كما أن الأمر الأكثر أهمية حالا هو التوصل إلى اتفاق بين القوى السياسية الرئيسية، لكي تتمكن من أن تقف سويا وبفعالية في وجه الإرهابيين، وأما من جهته وصف السفير الفرنسي في المنظمة الدولية جيرار آرو الوضع في العراق بأنه كارثة، مشيرا إلى أن الأزمة العراقية لها بعد سياسي بالدرجة الأولى، وأنه يجب على بغداد أن ترد على مخاوف السنة وتمد اليد إلى الأكراد، وفي ذات السياق قالت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور إن العنف من جانب الدولة الإسلامية في العراق والشام يمثل تهديدا أمنيا واضحا للعراق وتهديدا متناميا للمنطقة. ومن جهته دعا مجلس الأمن أيضا الحكومة العراقية والمجتمع الدولي إلى مساعدة بعثة الأممالمتحدة في العراق على تلبية الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الأوضاع الراهنة، وتلبية الحاجات الإنسانية لحوالي 500 ألف نازح فروا من الموصل إثر سيطرة تنظيم الدولة عليها.