كثف كبار المسؤولين العسكريين في فرنسا من تصريحاتهم اتجاه فتح قنوات اتصال مع تنظيم القاعدة للتفاوض حول سبل الإفراج عن رعاياهم المختطفين في النيجر منذ أسبوع. قال وزير الدفاع الفرنسي، ارفيه موران، أمس، إن لديه ''كل الأسباب التي تحمله على الاعتقاد'' أن الفرنسيين الذين يعتقلهم في منطقة الساحل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، هم ''على قيد الحياة''، وأوضح أن الرهائن الفرنسيين الذين تسعى باريس لتحديد مكان وجودهم منذ أيام هم حاليا في مالي، و''على حد معلوماتنا، هم أحياء، إلا أننا لا نملك حتى الساعة دليلا رسميا، لدينا مجموعة مؤشرات''. بحسب ما ذكر مورين لإذاعة ''أوروبا ''1 الخاصة، برر تفاؤله بالتصريح الأخير لتنظيم القاعدة قائلا إن ''إعلان تبني القاعدة لحادثة الاختطاف الذي يفيد أننا سنتلقى خلال أيام يتيح لنا الاعتقاد في الواقع أن مواطنينا هم على قيد الحياة''. حيث كان تنظيم القاعدة قد قال في إعلان تبني مسؤوليته عن الخطف إنه سيوصل في وقت لاحق ''مطالبه'' إلى فرنسا. من جهته قال رئيس الأركان الفرنسي ''الأميرال إدوار غيو'' إن التدخل العسكري لتحرير الرهائن الفرنسيين المختطفين في النيجر ليس مطروحا وأضاف ''نتعاطى مع الوضع على أنه حالة طارئة كما هو الحال في أي عملية خطف رهائن''. وقال رئيس الأركان الفرنسي إن حياة الرهائن الفرنسيين ليست مهددة بشكل مباشر، وأوضح أن الرهائن الفرنسيين الذين تسعى باريس لتحديد مكان وجودهم منذ أيام هم حاليا في مالي وعلى قيد الحياة. وأكد رئيس الأركان الفرنسية في حديثه لذات القناة الإذاعية ''أن الجيوش الفرنسية أوكلت مهمة تقضي أولا برسم خارطة لهذه المنطقة وهي منطقة تبلغ مساحتها أضعاف مساحة فرنسا مؤلفة من صحراء من الرمال والجبال مع قليل من المزروعات ومخيمات قد تكون للطوارق أو لسائقي القوافل أو لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''. وأعرب القائد الفرنسي عن استعداد بلاده لإجراء اتصال مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مضيفا أن الصعوبة الوحيدة التي تواجههم هي أن ''خاطفي الرهائن كما هي العادة في هذا النوع من القضايا هم من يتحكم في الوقت''. مذكراً في هذا السياق بتأكيد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن دفع الفدية لتحرير الرهائن ليس استراتيجية قابلة للاستمرار مع الإشارة إلى أن ''كل شيء مرهون بالظروف''. وفي ذات الوقت ربط مسؤول نيجيري بين الهجوم الموريتاني الأخير على معاقل تنظيم القاعدة في شمال مالي، وعملية اختطاف الفرنسيين في النيجر، معتبرا أن العملية العسكرية جاءت ردا على عملية الاختطاف، وأصر المسؤول النيجري على موقفه رغم نفي فرنسي وموريتاني للربط بين العمليتين.