قام رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السيد جان بينغ بتعيين السيد فرانسيكو خوسي كايتانو ماديرا من الموزمبيق كممثله الخاص المكلف بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وفي نفس الوقت كمدير للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب الكائن مقره بالجزائر العاصمة. أكد الاتحاد الإفريقي في بيان له أن ''هذا التعيين يندرج في إطار متابعة القرار حول الوقاية من الإرهاب ومكافحته الذي تمت المصادقة عليه خلال الدورة العادية ال15 لندوة الاتحاد المنعقدة بكامبالا بأوغندا في جويلية .''2010 وبصفته ممثلا خاصا لرئيس المفوضية، سيسهر السيد ماديرا -حسب نفس البيان- على تنسيق الجهود الرامية إلى ''ضمان تطبيق فاعل للأدوات السديدة للاتحاد الإفريقي بما فيها اتفاقية 1999 حول الوقاية من الإرهاب ومكافحته والبروتوكول الخاص به لسنة 2004 ومخطط عمل سنة .''2002 وأضاف الاتحاد الإفريقي أن السيد ماديرا سيسعى أيضا إلى تعبئة المجتمع الدولي في إطار دعم جهود إفريقيا في مجال مكافحة الإرهاب. من جانب آخر أشار البيان إلى أنه باعتباره مديرا للمركز الإفريقي للدراسة والأبحاث حول الإرهاب بالجزائر، فإن السيد ماديرا سيعمل على تعزيز قدرات المركز ولاسيما موارده البشرية، وكذا ترقية دوره التنسيقي ومساهمته الشاملة في الجهود الرامية إلى الوقاية من الإرهاب ومكافحته. ولتحقيق ذلك سيعتمد على النتائج التي تم تحقيقها إلى حد الآن. وأوضح الاتحاد الإفريقي أنه فور استلام مهامه سيباشر السيد ماديرا ''مشاورات مع الدول الأعضاء الذين يعانون حاليا من خطر الإرهاب وكذا مع فاعلين آخرين من أجل تحديد الإجراءات العملية التي تمكن الاتحاد الإفريقي من تقديم دعم أكبر لجهودهم''. على صعيد آخر ذكرت مفوضية الاتحاد أنه طبقا للقرار الذي تمت المصادقة عليه بكامبالا، ستعرض المفوضية الإفريقية خلال الأسابيع المقبلة ''تقريرا على مجلس السلم والأمن حول السبل والوسائل المثلى لتعزيز نجاعة جهود إفريقيا في مجال الوقاية من الإرهاب ومكافحة هذه الظاهرة''. وتأتي هذه التحركات الإفريقية لإعداد إستراتيجية حول محاربة الإرهاب في ظل محاولات للتدخل الأجنبي للعديد من الدول الغربية على غرار أمريكا وفرنسا في منطقة الساحل التي تعرف نشاطا لعصابات التهريب والمتاجرة بالمخدرات والجريمة العابرة للحدود وكذا تحركات لفرع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يحتجز رهائن غربيين ويسعى للحصول على فدية نظير إطلاق سراحهم. وتعكس خطوة مفوضية الاتحاد الإفريقي لتعزيز قدرات المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب الذي تحتضنه الجزائر، الحاجة الملحة لمثل هذه الآلية الاسترتيجية لمعالجة ظاهرة الإرهاب الدولي وكذا عن رغبة صريحة في ضرورة التنسيق بين الأفارقة حول الملف الأمنى للحيلولة دون تحوله إلى ثغرة للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول.