أعلن وزير الخارجية السودانى على كرتى أمس، أمام سفراء الأممالمتحدة أن بلاده لا تريد "الحرب" لكنها لن تقبل نتيجة الاستفتاء المقبل حول تقرير مصير الجنوب إذا حصلت تدخلات. وصرح الوزير أمام وفد سفراء الدول الخمسة عشر الأعضاء فى مجلس الأمن الدولي برئاسة السفيرة الأمريكية فى الأممالمتحدة سوزان رايس الذي أنهى جولة من أربعة أيام فى السودان "إننا لا نريد الحرب". وتناول اللقاء تأخر التحضيرات لإجراء استفتاء في جانفي المقبل بجنوب السودان ومنطقة ابيى المجاورة. وأكد كرتى التزام بلاده بإجراء الاستفتاء في موعده المحدد أى التاسع من يناير لكنه حذر من أن بعض التفاصيل يجب أن تحسم لا سيما فى استفتاء ابيى. وقال للدبلوماسيين: "إننا لا نريد أى تدخل فى الاستفتاء وهذا شرطنا الوحيد لقبول نتائج الاقتراع". وقد سجلت التحضيرات لاستفتاء جنوب السودان الذى قد تختار فيه هذه المنطقة استقلالها، إضافة إلى استفتاء منطقة ابيى النفطية، تأخيرا كبيرا حتى أن البعض يخشى من مواجهات إذا تم إرجاؤهما. وفي السياق شهدت العاصمة السودانية الخرطوم يوم امس صدامات بين متظاهرين ينادون بوحدة البلد و آخرين من مؤيدي استقلال جنوب السودان، ما دفع بقوات الشرطة للتدخل للتفريق المتظاهرين ونظمت السلطات تجمعا ضخما تأييدا لوحدة السودان قبل ثلاثة أشهر من استفتاء تقرير المصير فى جنوب السودان الذى يمكن أن يؤدى إلى تقسيم أكبر بلد أفريقى من حيث المساحة. وتجمع نحو ثلاثة آلاف شخص قرب القصر الرئاسى بالخرطوم، وثار غضب المتظاهرين الشماليين عندما هتف نحو 30 سودانيا جنوبيا كانوا يرتدون قمصانا وقبعات برتقالية ويهتفون "لا للوحدة نعم للانفصال". وطالب المتظاهرون الشماليون الجنوبيين بمغادرة التجمع ما أدى إلى صدام بين الجانبين، وتدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريقهم.