أكّد الباحث الفرنسي المختص بشؤون الحركات الإسلامية، ستيفن لاكروا، أنّ هناك تباينًا هامًا في دول الغرب من حيث النّظرة للإسلاميين. مشيرًا إلى أنّ مشكلة فرنسا معهم اجتماعية في المقام الأوّل، في حين أنّ مشكلة انجلترا وأمريكا معهم مبعثها سياسي في المقام الأول. يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيانس بو، لاكروا، أنّ الصوفية ينظر إليهم الغرب على أنّ التّعامل معهم اجتماعيا أسهل من أيِّ تيار آخر، في حين أنّ السّلفية تُعَد مع الصوفية أكثر تيارين إسلاميين جذبًا للمسلمين الجُدد في الغرب. وقال لاكروا وفقا لموقع ''أون إسلام'': ''إنّ التنوع في الحركات الإسلامية موجود في فرنسا وفي أوروبا وفي أمريكا، هناك إخوان وسلفيون كما يوجد تبليغ وجهاديون وإنّ كان هؤلاء الجهاديون متواجدون بقلّة، لكن كلّ هذه الحركات موجودة''. مشيرًا إلى أنّ تغييرًا في بنية الحركات والجماعات الإسلامية بعد أحداث 11 سبتمبر، فالحركات الإسلامية أصبحت تحت مراقبة شديدة، السّلفيين أولاً. في حالة إنجلترا مثلاً كان هناك شيوخ سلفيون جهاديون موجودون من التّسعينيات، والحكومة الإنجليزية لم تبالِ بهم حتّى الحادي عشر من سبتمبر، فقد انقلب الوضع حينها. وأضاف لاكروا أنّه من الضروري أن نفرّق بين حالتين مختلفتين فيما يخص نظرة رجل الشّارع الغربي للإسلاميين، فرنسا تمثّل حالة خاصة عن باقي أوروبا لوجود نظام علماني. والفرنسيين عندهم مشكلة مع المظاهر الدينية، فهم يرون أنّ العلمانية تتطلّب من كلّ واحد أن يلغي المظاهر الدينية. يعني في المحيط العام لابد أن يكون كلّ النّاس سواء، وهذه من الأشياء الّتي سبّبت مشاكل مع الإسلاميين في فرنسا. وأشار الباحث الفرنسي إلى أنّ هناك تزايدًا للإسلام في الغرب، على الأقل في المظاهر، يعني مثلاً الحجاب في تزايد بين المسلمات في فرنسا، لكن هل الحجاب يدل على أنّ البنت إسلامية بكلّ معنى الكلمة؟ أقصد أنّها تملك رؤية إسلامية، أم أنّها متدينة فقط؟، من الصعب التّفريق بين هذا وذاك، لكن هذا بالتّأكيد يعني أنّ السّلفيين في تزايد، وخصوصًا بين المسلمين الجدد. ومضَى يقول: في فرنسا مثلاً الّذين يدخلون الإسلام إمّا أن يكونوا صوفيين أو سلفيين، لأن الصوفية والسلفية هما المدرستين الجاذبتين للمسلمين الجُدُد، ربّما الجانب الروحاني هو الّذي يجذبهم إلى الصوفية، لأنّ هذا الجانب ناقص نوعًا ما في المجتمعات الغربية. أمّا السّلفية فجاذبيتها ربّما تكمن في أنّها تنظم الحياة، خصوصًا أشخاص تعتري حياتهم الفوضى، فيرون أنّ السّلفية تعطي لهم منهج حياة كامل وشامل، فالكثير يدخلون السلفية من هذا الباب. وأضاف لاكروا أنّ الإسلاموفوبيا أصبحت منتشرة في أوروبا، والأحزاب اليمينية تحاول أن تستفيد منها، مثلاً الوضع في هولندا أصبح مخيفًا جدًا. مشيرًا أنّه خلال 3 أو 4 سنوات بدأت الإسلاموفوبيا تنمو بشكل ملحوظ، كأنّها ردة فعل للحادي عشر من سبتمبر، وإن كانت ردة فعل متأخرة.