أجمع المشاركون في الصالون الوطني لصناعات النسيج والجلود والملابس الجاهزة ''نسيج'' على أن الوضعية التي يعيشها القطاع منذ مدة طويلة، أصبحت لا تطاق وتتطلب تحركا سريعا من طرف السلطات لإعادة بعث المنتوج المحلي في الأسواق. لم يتعد عدد المشتركين في الصالون الوطني لصناعات النسيج والجلود والملابس الجاهزة ''نسيج'' 15 عارضا يمثلون المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي لا زالت تبحث عن البقاء في سوق جزائرية أصبحت المنافسة فيها شرسة بدخول العلامات الصينية التي تعرض سلعها بأسعار لا يمكن مضاهاتها. وقد أكد المشاركون الذين التقت بهم ''الخبر'' أمس بقصر المعارض في المعرض، أن ما يحدث في السوق الوطنية شيء لا يصدّق، حيث أن الصينيين يعرضون نسيجهم وأحذيتهم بأسعار لا تغطي حتى سعر المواد الأولية المستعملة في هذه الصناعة، ما يطرح العديد من التساؤلات حول مصدر المادة الأولية المستعملة وما هي هذه المادة التي من المحال أن تكون جلدا على سبيل المثال لا الحصر. وأكد السيد مخلوفي علي مسير شركة مخلوفي للأحذية الجلدية، وهي مؤسسة توظف 50 عاملا ومقرها بمنطقة النشاط بعين أزال بسطيف، حيث أشار إلى أن السلطات منحت بعض التسهيلات للمنتجين الجزائريين، إلا أنها تبقى غير كافية خاصة في ظل بقاء السلع الصينية المقلدة متداولة بصفة عادية. واستغرب ذات المتحدث أسعار السلع الصينية في الأسواق الوطنية ''من المحال أن تتمكن من بيع حذاء ب 100 أو 200 دينار'' مشيرا إلى أن آخر مادة في تصنيع الحذاء يتجاوز سعرها 100 دينار. مؤكدا أن المؤسسة قامت باقتناء بعض هذه الأحذية للقيام بتجارب حول المادة المصنوعة وهي التجارب التي أثبتت أن المواد المستعملة هي المطاط ومواد أخرى توثر على الصحة، ما يفسر العدد الكبير من الأمراض التي ظهرت مؤخرا. داعيا السلطات إلى وضع حواجز على الحدود لمنع كل من هب ودب بطرح سلعته في الجزائر دون احترام أدنى معيار. وأشار السيد مخلوفي إلى أن شركته للأحذية وعندما افتتحت محلا بحي حسيبة بن بوعلي بالعاصمة قامت بسبر آراء مصغر أثبت أن المواطن الجزائري أصبح يتوجه أكثر نحو المنتوج المحلي ويبتعد عن المنتجات الصينية، حيث أصبح يبحث عن النوعية أكثر من السعر، ما يستلزم القيام بخطوات أخرى لتدعيم الصناعات المحلية من عند السلطات العمومية وخاصة من عند البنوك التي يجب أن تساعد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ''وأن تغير سياسة الخنق التي تمارسها علينا حاليا''. وعن مؤسسة مخلوفي للأحذية أشار علي مخلوفي أنها مؤسسة جزائرية تقوم بتصنيع أحذية 100 بالمائة جزائرية، حيث يتم جلب الجلد من مذبغة جيجل ومواد أخرى من مناطق أخرى ويتم تركيبها في مصنع المؤسسة المتواجد بمنطقة النشاط الصناعي بعين أزال بسطيف. وقد كشف ذات المتحدث أن المؤسسة عانت كثيرا خاصة مع المؤسسة الوطنية ''ديستريش'' التي وقّعت عقدا مع المؤسسة الخاصة، إلا أن إفلاس المؤسسة العمومية وغلقها جعل مؤسسة مخلوفي تعاني من ديون كثيرة مترتبة عن تعاونها مع ديستريش. وأوضح مسير المؤسسة أن هذه الأخيرة تمتلك محلات في سطيف والعاصمة وباتنة ووهران وتنوي توسيع شبكتها وتوجهها نحو التصدير. مشيرا إلى أن بعض الجزائريين أصبحوا زبائن مخلصين للمؤسسة يقتنون الأحذية لإعادة بيعها في السوق الفرنسية بأسعار خيالية تجاوزت 100 أورو للحذاء. وقد تخصصت المؤسسة في صناعة أحذية الرجال، إلا أن علي مخلوفي أكد أن أحذية النساء قد تم تصنيعها من قبل وهي مطروحة في المستقبل ولكنها تتطلب دراسة معمقة لأن أحذية النساء تحتاج للتحيين،كما كشف أنه سيتم بداية من سنة 2011 تصنيع أحذية خاصة بالأطفال.