نظمت جمعيات ومنظمات حقوقية مسيرة رمزية بالرباط أول أمس، للضغط على الحكومة لتنفذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة المتعلقة بطي ملف الانتهاكات. وطالب المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها المنظمة المغربية لحقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، والعصبة المغربية لحقوق الإنسان وجمعية عدالة، بنشر اللائحة الكاملة لضحايا الاختفاء القسري وكشف أماكن دفنهم، وتقديم الدولة اعتذارا رسميا وعلنيا، والعمل على إقرار سمو القوانين الدولية على القوانين المحلية، والإسراع بإصلاح القضاء وتجريم الإفلات من العقاب. وحسب المتظاهرين، الدولة لم تنفذ أغلب توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة التي تأسست بمقتضى قرار من الملك محمد السادس عام 2003 من أجل التصالح مع ضحايا الانتهاكات الجسيمة في عهد أبيه الحسن الثاني. وتقول رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، خديجة الرياضي، إن المسيرة -التي تصادف ذكرى اغتيال المناضل اليساري المهدي بن بركة- تؤكد على ضرورة مصادقة المغرب على الاتفاقية الدولية حول الاختفاء القسري والبروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب وإلغاء عقوبة الإعدام. وترى رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، أن الوضع الحالي تحسن كثيرا مقارنة ب''سنوات الرصاص''. وقال رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير، محمد العوني، إن المغاربة يتذكرون بحزن تفاصيل الانتهاكات الجسيمة في سنوات الرصاص، خصوصا مع وجود محاولات للعودة لبعض الأساليب القمعية، حسب قوله. وشارك المئات في المسيرة، ممثلون عن مختلف التيارات السياسية والمدنية والحقوقية، إضافة إلى عائلات المعتقلين الإسلاميين المتهمين في قضايا الإرهاب، كما شاركت عائلات ستة سياسيين معتقلين في قضية بلعيرج. ويخوض الأمين العام لحزب الأمة، محمد المرواني، وعضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، العبادلة ماء العينين، إضرابا مفتوحا عن الطعام بات يهدد حياتهما خصوصا مع ورود أخبار عن تدهور صحتهما. وقد طالبت عائلات المختطفين بكشف مصير أبنائها الذين اختفوا في ظروف غامضة، وبينها عائلة المناضل اليساري الحسين المانوزي الذي تعرض للاختطاف والاختفاء القسري قبل 38 سنة. ويؤكد شقيقه عبد الكريم أن عائلته مصرة على مطالبها بكشف مصيره، ومتابعة المسؤولين عن اختفائه.