ساعدت الأجواء الممطرة التي عرفتها عدة ولايات بشرق الوطن على كشف عيوب الإنجازات التنموية؛ حيث عرّت السيول والأمطار الغزيرة التي تهاطلت طيلة اليومين الأخيرين، كلما تم إنجازه من سكنات وطرقات وجسور.. ففي الطارف، فالمة وسكيكدة، لم تتمكن مجاري صرف المياه والبلوعات المسدودة من امتصاص الكم الهائل من الأمطار المتهاطلة، لتتحول كل التجمعات السكانية والساحات العمومية إلى برك. تضرر 35 ألف مسكن في 16 بلدية جراء فيضانات طوفانية بالطارف المنكوبون يحتجون ويطالبون بالتحقيق في وجهة أموال التنمية خرج، أمس، سكان العديد من الأحياء المنكوبة بولاية الطارف للاحتجاج على ما خلفته الفيضانات، بفعل السيول والأمطار الغزيرة التي تسربت إلى البيوت وتسببت في إحداث خسائر مادية معتبرة. وحمّل المحتجون السلطات المحلية المسؤولية جراء غش ورداءة إنجازات مشاريع التطهير والتهيئة والطرقات، وطالبوا بلجنة تحقيق. كشف مصدر مسؤول وعضو فاعل بخلية الأزمة على المستوى الولائي، عن الفشل الذريع لمخطط مكافحة الفيضانات بالطارف، لعدم إنجاز عملياته المبكرة الخاصة بالتطهير وصيانة الطرقات. وحسب مصالح الحماية المدنية، فإن 80 بالمائة من شبكات صرف المياه القذرة مسدودة بالوسط الحضري لجميع بلديات الولاية، إضافة إلى غياب تطهير القنوات السطحية لحماية شبكة الطرقات ومجاري الأودية، وهي العوامل التي زادت في الكارثة وأعاقت التدخلات.. ما تطلب تدخل المديرية العامة للحماية المدنية وتسخير 11 مضخة مجرورة ذات طاقة قوية لامتصاص المياه الراكدة والمتعفنة الممزوجة بالمياه القذرة من المؤسسات التعليمية والإدارية والأحياء. وفي اتصالنا برؤساء ومنتخبي 16 بلدية متضررة، علمنا أنه أحصيت 400 حي غمرتها الفيضانات بمجموع يناهز 35 ألف عائلة تضررت بيوتها من التسربات المائية وانفجار بالوعات المياه القذرة، بعضها لجأت إلى ذويها وأقربائها بالأحياء الآمنة، والأغلبية أخرجت أثاثها وأفرشتها ورمت بها لقطع الطرقات والاحتجاج على أوضاعها المزرية. وطالب المنكوبون المحتجون بلجنة تحقيق لمعرفة وجهة أموال برنامج رئيس الجمهورية. غزارة الأمطار التي تهاطلت على الولاية خلال اليومين الأخيرين، تسببت في منع تلاميذ 60 مؤسسة تعليمية بمختلف الأطوار و16 مركزا للتكوين المهني من الدراسة، إلى جانب شل النشاطات الإدارية والخدماتية عبر 34 مؤسسة عمومية. وحسب مصالح الأرصاد الجوية، فإن موجة الأمطار الغزيرة دون انقطاع منذ فجر أول أمس، سجلت بكل من القالة وعين العسل رقما قياسيا؛ حيث بلغت في ظرف ساعتين 40 ملم، وهو نصف المعدل الشهري بالمنطقة. ومع منتصف نهار الخميس، شملت الأمطار الغزيرة جميع أرجاء الولاية، لتضاعف من حجم الكارثة وتزيد في منسوب المياه الراكدة التي ارتفعت إلى أكثر من متر في العديد من الأحياء الحضرية، وخاصة عاصمة الولاية وفي ضواحيها. وقد رفضت 17 عائلة اقتراح السلطات إجلاءها إلى المدارس وفضلت اللجوء إلى ذويها بالقرى المجاورة. كما رفضت 120 عائلة مهددة بتوسع سد ماكسة اقتراح ذات السلطات، وفضلت هي الأخرى اللجوء إلى ذويها في القرى الآمنة. وبرر السكان رفض استجابتهم للإجلاء إلى عدم ثقتهم في السلطات المحلية، وتخوفاتهم من تشريدهم لاحقا، كما حصل لعشرات العائلات المرحلة سابقا من ذات المنطقة ولنفس الأسباب.