أقدمت السلطات العمومية لولاية سوق أهراس على تحويل المجاهد موساوي أحمد، مباشرة بعد التعرض لوضعيته بجريدة ''الخبر''، إلى دار العجزة والمسنين في عاصمة الولاية، حيث حظي برعاية متميزة نفسيا وجسميا، لإزالة آثار سنوات الغبن والتهميش التي عانى منها. وقد تركت الحالة البائسة لهذا المجاهد صدى عميقا في نفوس المواطنين، الذين لم تنقطع تساؤلاتهم حوله والتعبير عن تعاطفهم معه، بينما تأثر محيطه العائلي سلبا بحجة أن المقال كشف عن لامبالاتها به. وخلافا لما صرح به المجاهد وبعض معارفه من مجاهدين وأبناء الحي، فقد أوضح ابن شقيقه الذي أسندت له كفالة عمه، أن هذا الأخير، يفضل هجران شقته بحي 1700 سكن، كونه يعاني من اضطراب عقلي، كما أنه يجد صعوبة في العناية بشؤونه، حيث كثيرا ما يلجأ إلى تمزيق ثيابه والتفريط في أمواله، معتقدا أن عمه يعيش في عزة وكرامة. وكانت مصالح الأمن قد سارعت، فور صدور المقال، إلى البحث عن المجاهد بين عمارات الحي قبل أن تعثر عليه قرب المسجد حيث قضى ليلته هناك. ومن جهة أخرى، ورغم الوضعية الاجتماعية التي ظل يعيشها هذا المجاهد، لم تكلف الأسرة الثورية في ولاية سوق أهراس نفسها، مجرد الاتصال به أو زيارته في مأواه الجديد بدار العجزة، حسب ما أكده أحد المسيّرين، باستثناء بعض أقاربه، لكن عمي أحمد بقي يسأل فقط عن ثلاثة أو أربعة أسماء من الأشخاص الذين أحسنوا إليه في مرحلة تسكعه في حيّه المعروف.