تحتضن قاعات العرض بفرنسا هذه الأيام فيلم ''الطابق الأخير، يسار يسار''، للمخرج أنجيلو شيانسي وبطولة الكوميدي الجزائري فلاف الذي يؤدي دور البطولة، ويجسد شخصية أمحند ويتبنى خطابا يهدف، بالأساس، لمحو تبعات أحداث 11 سبتمبر 2011 التي غذّت مشاعر الإسلاموفوبيا بفرنسا. تدور أحداث الفيلم في شقّة بإحدى الضواحي الباريسية ذات الغالبية المغاربية المسلمة، أين يحتجز الوالد أمحند (فلاف) بالتعاون مع الابن سعيد (التونسي أيمن سعيدي) محضرا قضائيا فرنسيا، كان بصدد القيام بعمله الروتيني. يحمل الفيلم (ساعة و 33د) نبرة كوميدية وأخرى تراجيدية، ويحاول مقاربة بعض الهموم السياسية، والدّفاع عن حقوق الجالية المسلمة، وتبرز النية ذاتها من خلال اختيار اليوم الذي يدور فيه السيناريو الذي لم يأت بشكل عفوي، وهو الحادي عشر سبتمبر، تاريخ تفجير برجي التجارة العالميين بنيويورك، وتبني العملية نفسها من طرف تنظيم القاعدة. وفي أثناء احتجاز المحضر القضائي، تحاصر الشرطة الفرنسية البناية، ويدور بين الشخصيات الثلاث حوار حول مواضيع مختلقة، تنتهي بالتوصل لاتفاق الكشف عن كثير من الآراء والكليشيهات وتصحيح بعض القناعات الخاطئة والأحكام المسبقة ويتم، في النهاية، الإفراج على المحضر القضائي والعفو على شخصيتي أمحند وسعيد. يشارك صاحب ''بابور استراليا''، في الفيلم نفسه، لأول مرة، إلى جانب الممثل التونسي الواعد أيمن سعيد (23 سنة) الذي لم يخف فلاف إعجابه به، متبنيا تجربته ومبديا تحمسا لمستقبله الفني. ويعتبر الفيلم ذاته الثاني للكوميدي فلاف، خلال الموسم 2010 بعد ''هل بقي هناك لحم الخنزير؟''، الصادر الشهر الماضي، أين أدى دور البطولة بمعية بيونة، وجسد شخصية أب يقف في وجه خيار الابن المسلم المقيم بباريس، والراغب في الزواج من فرنسية غير مسلمة، في سيناريو يطغى عليه قالب هزلي.