اختتمت نهاية الأسبوع أشغال الملتقى الذي نظمته مؤسسة مولود قاسم نايت بلقاسم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى والمجلس الأعلى للغة العربية ووزارة الثقافة وولاية بجاية بدار الثقافة . قدمت خلال أشغال الملتقى عدة مداخلات تناولت خصال الرجل المبدع و العالم الموسوعي الحامل لمشروع وطني طموح ، وفي هذا الصدد أبرز المناضل عبد الحميد مهري جانب من جوانب فكر مولود قاسم من خلال ملتقيات الفكر الإسلامي التي اتصلت بالحوار بين الحضارات والديانات ، حيث أكد مهري أن الموضوع وثيق الصلة بشخصية مولود قاسم ويتصل بفكره وسلوكه النضالي طيلة حياته• وأضاف مهري قائلا : لقد تشبع مولود قاسم بمنابع الأصالة الأمازيغية والعربية والإسلام و كان يسعى دائما للوصول إلى نقطة الانسجام بين هذه العناصر كلها " وأكد مهري أن مولود قاسم تميز بقوة دفاعه عن أفكاره وتمسكه الشديد بها " كان يستمع إلى الغير وفي كثير من الأحيان عندما يتبين له الصواب لا يتردد في قول نعم نعم هذا هو الصواب.." وتحدث مهري عن دور الشخصية المحتفى بها في تهيئة جيل كامل لمواكبة الثورة فيما بعد حيث أبرز موضحا: "كانت هذه القناعات في الأصالة والتفتح لا تمنعنا كجيل من أن نلتقي مع الآخرين.. ولم نكن نجد حرجا في التعامل مع كل التيارات الفكرية التي كانت تحيط بنا" وأشار مهري في هذا السياق إلى محاولات وزارات الخارجية الغربية ومراكز البحث التي تريد إقناع الرأي العام أن التوترات التي يشهدها العالم نابعة من الدين الإسلامي وأنه يجب أن ننظر إلى أصل الداء في مراجعة معتقداتنا والانسلاخ من جلدنا ولا يذكر إلا القليل أن هذه التوترات أسبابها سياسية نابعة من السياسة الغربية في فلسطين والعراق وافغانستان وغيرها" • وتوزعت أشغال الملتقى على أربع جلسات في كل جلسة كانت تليها تساؤلات وتعقيبات وشهادات من شخصيات وطنية عملت إلى جانب المرحوم مولود قاسم ، ونال الشعر الممجد للبطولات نصيبه في التدخلات، وقد خرج المشاركون في الملتقى بعدة توصيات منها : مطالبة وزارة الداخلية الإسراع في اعتماد المؤسسة وإطلاق إسم مولود قاسم نايت بلقاسم على جامعة وطنية وجمع أعمال مولود قاسم المسموعة والمكتوبة والمرئية في أقراص ووثائق مطبوعة ، ترجمة ما أمكن من أعماله إلى اللغات المختلفة وإدراج نصوص لمولود قاسم في المنظومة التربوية ،إضافة محور أعلام الجزائر في مناهج التعليم وعقد ملتقيات متخصصة دورية في فكر مولود قاسم بإشراف الجامعة وطبع الرسائل الأكاديمية المعدة حول مولود قاسم، مناشدة مؤسسات الدولة سن جائزة خاصة تحمل اسم مولود قاسم المشروع الوطني كما وجه الملتقى رسالة شكر وتقدير إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على اهتمامه بالشخصيات الوطنية والتراث الوطني• وأضاف مهري أن "مولود قاسم كان من أصالة الإصلاح الديني وأنصار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في مسلكها الإصلاحي" وأكد أنه " لم يكن مقتنعا بوجهاتها السياسية ولهذا انخرط في حزب الشعب الجزائري الذي كان يمثل إذ ذاك نمطا عصريا للعمل السياسي والسلوك السياسي" كما أشار مهري إلى العلاقة التي جمعت مولود قاسم بالحركات العمالية اليسارية في أوروبا تنظيما وفكرا وتوجها رغم انه كان يلتقي مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في التمسك بشخصية الجزائر وحضارتها وثوابتها.