هل نسكت على قتل الأطفال والنساء بالفوسفور والقنابل العنقودية في غزة؟ هل نسكت على الاعتداء على قافلة إنسانية والقتل في عرض البحر في المياه الدولية؟ طبعا لا، لن نسكت. هذه هي الرسالة القوية التي جاء بها رئيس الحكومة التركي إلى لبنان في زيارة سياسية واقتصادية. وواصل طيب أردوغان: ''إن لبنان انتصر على إسرائيل في الحرب التي شنتها عليه عام 2006 وسينتصر عليها في أي حرب قادمة''. ودعا أردوغان إلى أن تكون المنطقة كلها في موقف واحد ضد ''القتلة الإسرائيليين''، على حد تعبيره، كما انتقد إسرائيل انتقادا حادا، وطالبها بالتوقف عما وصفها بالأعمال التحريضية، وبالاعتذار لشعوب المنطقة. وأضاف رئيس الوزراء التركي، في احتفال شعبي أقيم شمال لبنان: ''إن على إسرائيل أن تتراجع عن أخطائها''، مؤكدا أنه في حال نشوب حرب جديدة، فإن الخاسر لن يكون فقط من أبناء المنطقة، بل من مواطني إسرائيل أيضا. وقد استهل أردوغان زيارته بدعوة اللبنانيين إلى التفاهم لحل خلافاتهم بشأن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية، عن أردوغان، تشديده على ''أهمية أن تبقى الساحة اللبنانية مستقرة سياسيا، وعلى التفاهم بين اللبنانيين من أجل إيجاد حلول للمواضيع ذات الصلة بالمحكمة الدولية''، الخاصة بجريمة اغتيال الحريري. وقال أوردوغان عقب لقائه بري إن أنقرة ''تركز على كيفية المساهمة في الحفاظ على وحدة لبنان''، مضيفا: ''نحن على مسافة واحدة من الجميع''. وأفاد مصدر حكومي لبناني وكالة الصحافة الفرنسية بأن أردوغان أبلغ سليمان وبري والحريري أنه تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون، وأبلغه ''ضرورة أن يكون القرار الاتهامي مستندا إلى وثائق قانونية''. وأضاف المصدر أن رئيس الوزراء التركي شدد على أن ''المهم هو استيعاب القرار، وألا يؤدي إلى مشاكل تتوسع نحو دول مجاورة''.