قدمت جمعية ''النداء المغاربي للتعاون الثقافي والحوار المتوسطي'' بفالمة، أمس، مراسلة ل''الخبر''، حتى تتمكن من خلالها تنبيه السلطات المركزية والمحلية والرأي العام، لما تسعى إليه بعض الأطراف لتهديم مسجد ''خالد بن الوليد'' الواقع ببلدية هيليوبوليس، بحجة انه كان كنيسة منذ تأسيسه في سنة .1870 واستند رئيس الجمعية السيد فوزي حساينية في دفاعه إلى قرار مركز المراقبة التقنية الذي أكد على أن البناية قادرة على الصمود لقرون قادمة، كونها أنجزت من أصلب أنواع الصخور، وقال أن الجهات الراغبة في عملية تهديم هذا المعلم إنما تتلاعب بعواطف المواطنين حتى في جمع التبرعات، حيث ركزت في ندائها على عبارة ''تهديم الكنيسة''، حتى تلقى هبّتها صدى بين جموع المصلّين خاصة. واستغرب صمت ذات الأطراف حيال باقي المساجد التي كانت في الأصل كنائس ولم تهدم لحد الآن. والمفارقة حسبه أن المبنى استغل في العبادة لمدة 48 سنة كاملة وأقيمت فيه كل الصلوات دون أن يطرح إشكالا، وأقترح السيد حساينية في عريضته أن يهدم مسجد ''ابن باديس'' الواقع بوسط مدينة فالمة أولا والذي يعتبر أكبر مساجد الولاية كونه كان ''كنيسة'' سابقا، وأضاف أنه يمكن قياس الأمر على باقي مساجد الوطن. وقال رئيس الجمعية إنه حتى من تحجّجوا بعدم تصنيف المعلم بعد، فإنه في كل الأحوال مدرج ضمن تراث الأمة. وبذلك فلا مشروعية لتهديمه، كما أن إجراءات التصنيف يمكن القيام بها في أي وقت، في حين أن تهديمه سيفقده هذا الامتياز وقيمته الحضارية والتاريخية. وفي هذا السياق التاريخي قال السيد حساينية إن المنشأة التي بنيت بعد نحو عقدين من إنشاء بلدية هيليوبوليس، تظل شاهدة على التحولات الدينية التي حصلت خاصة بتصدي البناية لحملات التبشير الرامية للقضاء على الدين الإسلامي، ولكنها صمدت وتحولت بعد عقود طويلة إلى مسجد. ومن جهته، ذكر رئيس بلدية هيليوبوليس في تصريحه لنا، أن الضرورة هي التي اقتضت إصدار رخصة التهديم، كون البناية متآكلة من الداخل. وأضاف أن القرار الذي اتخذ بتهديم المسجد كان بإجماع عدة أطراف، منها مديرية التعمير، الشؤون الدينية وحتى مديرية الثقافة على علم بالأمر. وقد أعطت حسبه كل الجهات رأيها بالموافقة على قبول التهديم.