اعتبر رئيس المجلس الوطني الاستشاري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن برنامج ميدا 1 وبرنامج الحكومة لتأهيل المؤسسات لم يحققا النتائج المرجوة، ولابد من وضع أسس جديدة للبرامج المستقبلية. أشار رئيس المجلس الوطني الاستشاري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، زعيم بن ساسي، إلى أن برنامج تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي أطلق بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والذي يعرف ببرنامج ''ميدا ''1، لم يحقق ما كان مرجوا منه، معتبرا أن كل ما قيل عن تأهيل المؤسسات الجزائرية لتتمكن من التصدير نحو الأسواق الأوروبية كان ''كذبة'' استعملت فقط لربح الوقت، حيث أن المؤسسات الجزائرية وجدت نفسها وحيدة ولم تستفد من برنامج إعادة التأهيل. وأكد بن ساسي خلال استضافته في برنامج ضيف التحرير للقناة الإذاعية الثالثة أمس، أنه يتوقع نجاح الطبعة الثانية من البرنامج ''ميدا ''2، مشيرا إلى أنه تم اختيار مدير جزائري لتسييره، وسيتعلق بتأهيل 220 مؤسسة صغيرة ومتوسطة. كما تطرق رئيس المجلس إلى البرنامج الحكومي لتأهيل المؤسسات، حيث أشار أن البرنامج الأول للحكومة هو كذلك لم يعط النتائج المرجوة، مشددا على ضرورة دخول المؤسسات في البرنامج الجديد الذي ستطلقه الحكومة في منتصف شهر جانفي الجاري. وأوضح أن هذا البرنامج سيمس عددا كبيرا من المؤسسات، وستتكفل به الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقد تم حسبه أخذ العديد من الجوانب بعين الاعتبار، أهمها نوعية الشركة، وهل هي مؤسسة صغيرة جدا، أي أقل من 5 عمال، أو مؤسسة صغيرة ومتوسطة، مؤكدا أن الأولوية ستمنح لهذه الأخيرة لما يمكن أن تجلبه للاقتصاد الوطني، مقترحا أن يتم البدء بالمؤسسات التي يمكنها فعلا المرور لمرحلة التصدير ثم المؤسسات الأخرى، مشددا على ضرورة تأهيل كل المجالات، خاصة البنوك والإدارة لإنجاح أي برنامج تأهيل. كما كشف بن ساسي أنه قد تم إعداد قائمة قصيرة لعدد من مكاتب الدراسات الجزائرية التي يمكنها أن تتكفل بعمليات التأهيل، مشيرا إلى أنه اقترح ترك المؤسسة هي من تختار المكتب الذي تريد التعامل معه، وهذا لجعلها طرفا فاعلا في عملية التأهيل، بالإضافة إلى ضمان الشفافية. وفي نفس السياق، أشار السيد بن ساسي إلى ضرورة دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للقضاء على الاستيراد المفرط لكل المواد الاستهلاكية ''فالمستوردين ليس لهم جمع المال حتى مع القرض المستندي والمؤسسات تعاني ونحن نستمر في استيراد البطالة''.