وصف علي الكنز كتاب الباحث الأمريكي كليمون مور هنري، الصادر بالجزائر عن منشورات القصبة، بعنوان ''الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين...1962 1955 ..شهادات''، بمثابة كتاب يؤرخ لتاريخ حرب التحرير من الأسفل، أو من القاعدة الطلابية. اعتُبر مؤلف الكتاب بمثابة ''ضيف مرحب به'' على حد تعبير جاك بيرك، لأنه ظل على علاقة وطيدة مع الفاعلين التاريخيين الجزائريين، الذين أسّسوا الإتحاد حتى بعد الاستقلال. وحلل كليمون مور مسار الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين من منظور يساري، وبالضبط وفق نظرية أنطونيو غرامشي، التي تحلل الصراعات السياسية ودور النخب المثقفة، استنادا إلى تصورات مثل ''المثقف العضوي'' و''المثقف النقدي'' والمجتمع المدني في علاقتها مع السلطة السياسية. وضم الكتاب 26 حوارا مع قدامى الاتحاد، (بلعيد عبد السلام، رضا مالك، أحمد طالب الإبراهيمي، زهير احدادن، مسعود آيت شعلال...الخ). ويقدم كل واحد منهم نظرية مختلفة ومغايرة، الأمر الذي يضع الكتاب حسب علي الكنز في خانة ''التاريخ الاجتماعي''. وكتب الكنز أن كليمون مور قرأ تاريخ الاتحاد من زاوية مزدوجة، بصفته مختص في علم الاجتماع وقارئا للتاريخ. وأضاف ''مع كليمون مور نجد أنفسنا بين ''الذاكرة والتاريخ''، ننتقل من الذاكرة إلى التاريخ، والعكس والشهادة تمنح المعنى للأرشيف''. وانتهى المؤلف إلى خلاصة سرعان ما ترتسم معالمها، ويدرك القارئ الحذر أن الاتحاد تحوّل من جمعية لها صلة بالمجتمع المدني، إلى جمعية خاضعة للمؤسسة السياسية، رغم التوافق الموجود بينهما من 1955 إلى غاية الاستقلال. واستنتج المؤلف أن الإتحاد لم يظهر للوجود بأمر من جبهة التحرير الوطني، بل استجاب لنضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال، مع الرغبة في الحفاظ على الاستقلالية. وذهب علي الكنز إلى أبعد حد لما تساءل في مقدمة الكتاب ''هل كان استجابة الاتحاد لإضراب 19 ماي 1956 عفويا، أم أنه جاء استجابة لأمر صادر عن قادة جبهة التحرير؟''. وقد انطوى الاتحاد، حسب المؤلف، تحت لواء جبهة التحرير ابتداء من سنة 1957، وفي جانفي 1958 قررت الحكومة الفرنسية حل الاتحاد الذي دخل مرحلة السرية، فانتقل أعضاءه للعمل في هيئات الثورة والتحق آخرون بالجبال. ونفهم من قراءة الكتاب أن الاتحاد تأسس بشكل شرعي سنة 1955، وكان يعمل وفق القانون الفرنسي الصادر سنة .1901 وبعد الاستقلال عقد الاتحاد آخر اجتماع له في أوت 1963 وكانت نهايته، إذ أصبح يسمى بالاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين.