نقل شهود عيان من مدينة صفاقسالتونسية أن المدينة عاشت أمس، إضرابا عاما ومسيرة هي الأضخم منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في تونس. وقال الخليفي الهادي، عضو نقابة التعليم الثانوي في تونس، إن مسيرة ضخمة خرجت أمس، في مدينة صفاقس، ثاني أكبر مدينة في تونس بعد العاصمة، شارك فيها 40 ألف شخص رددوا شعارات تطالب بالإطاحة برأس النظام. وأكد النقابي التونسي أن قوات الجيش تدخلت لمنع المسيرة من التوجه إلى مقر الولاية، لكنه لم يستعمل القوة. وأضاف''عمت صفاقس أمس، غيمة دخان كثيف بعد حرق المحتجين لمقر لجنة التنسيق السياسي في صفاقس وهي أعلى هيئة في الحزب الدستوري الحاكم في تونس''. من جانبه، قال عضو اتحاد الشغل التونسي محمد القادري ل''الخبر'' أن ''المشهد في صفاقس اختلطت فيه مشاهد الفرح بقرب انكسار القيد وتجاوز التونسيين لحاجز الخوف، مع مشاهد الحزن لصور القتلى والجرحى الذين غصت بهم المستشفيات''، وأضاف: ''إن التونسيين يشعرون ببدء تطهير المدن التونسية... وحتى الأمطار تهاطلت أمس لتطهير الأرض من المفسدين''. مشيرا إلى انه أعلن في مدينة الرقاب عن عصيان مدني عام في المدينة، وامتنع الخبازون والتجار عن فتح محلاتهم رغم تهديدات السلطات. وقال نفس المصدر إن شعارات الاحتجاجات في تونس تطورت بشكل كبير من المطالبة بالشغل إلى ''محاربة الفساد'' ثم إلى مسألة ''الحريات المدنية والسياسية والإعلامية والنقابية''، ودفع الشرطة إلى الرد بالرصاص الحي والخطاب التصعيدي للرئيس زين العابدين بن علي قبل يومين المحتجين في مختلف المدن التونسية، إلى المطالبة بإسقاط النظام والمطالبة برأسه، بعدما هاجم المحتجون صور الرئيس بن علي ومقر الحزب الحاكم في أغلب المدن التونسية. وقال عضو اتحاد الشغل إن الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس بن علي لم تنفع حتى الآن، بما فيها إقالة الوزراء والتضحية بهم، موضحا أن الكبت الذي عاشه التونسيون منذ 23 سنة كان هو الدافع لهذا الانفجار الكبير.