شهدت منطقة الحراش وبوروبة بالعاصمة، صبيحة أمس، تدخل مصالح الأمن على خلفية قرار إخلاء الشاليات الفارغة بعد التخريب والحرق الذي طالها يوم الجمعة الماضية، في ظل تهديد بعض المطرودين بالانتحار الجماعي حرقا بالبنزين. عرفت أحياء بوروبة والحراش شرق العاصمة، في الساعات الأولى من صباح أمس، تدخل أكثر من 40 شاحنة لقوات مكافحة الشغب وكاسحات المتاريس على مستوى طريقي بوروبة والحراش، إضافة إلى الشاحنات المزودة بخراطيم المياه الساخنة، حيث قام أفراد قوات مكافحة الشغب بطرد العائلات التي كانت استغلت 230 شالي منذ الجمعة الفارط، مدعمة بالمراقبة الجوية باستعمال طائرة مروحية لرصد أي انزلاق قد يحدث في المنطقة المعنية. وعقب مفاوضات بين السكان المعنيين ومصالح الأمن ومسؤولي الولاية، تم الاتفاق بين الطرفين على إخلاء 230 شالي بالأحياء المعنية، وتسليمها إلى مصالح الأمن ومسؤولي الولاية مع التعهد بعدم القيام بأي رد فعل يمكن من خلاله الإخلال بالأمن العمومي والنظام العام، وأكد السكان المعنيون في حوارهم لذات المصالح أنهم قاموا بحماية هذه الشاليات من عمليات التخريب والحرق التي مست 30 شاليا منها وطالت المنطقة مخلفة بعض الخسائر كالمساس بالمؤسسات التعليمية. وأضاف المعنيون في حديثهم ''لا يعقل أن يتم إخراجنا وطردنا إلى الشارع هكذا، رغم أننا نحن من قام بحماية ممتلكات الدولة من الحرق والتخريب من أشخاص لا علاقة لهم بمشاكل هذه الأحياء إطلاقا''، ليؤكد البعض الآخر بنبرة التهديد، ''لا مكان لنا نلجأ إليه بعد طردنا إلى الشارع، إلا حرق أنفسنا بالبنزين خير لنا من هذه الحياة''. رئيس بلدية بوروبة، زهير معتوق، أكد بدوره أن أغلب الأشخاص المعنيين بقرار الطرد من الشاليات التي مستها عملية تخريب وحرق يوم الجمعة الفارط، يعانون من أزمة السكن وهم من أبناء أحياء بوروبة، ليضيف أن الشاليات المعنية بقرار الإخلاء كان قد تم ترحيل العائلات التي استفادت منها خلال الصائفة الماضية إلى سكنات اجتماعية، فيما ينتظر أكثر من 4 آلاف ملف طلب سكن اجتماعي آخر على مستوى ذات البلدية، كما أنه من المقرر ترحيل 1239 عائلة تقطن بالسكنات القصديرية بالبلدية في إطار برنامج ولاية الجزائر العاصمة.