تعالج محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة، بداية الشهر المقبل، قضية تتعلق بتكوين جمعية أشرار والمتاجرة في المخدرات والهجرة السرية، تورط فيها سبعة متهمين، يأتي على رأسهم ثلاثة مضيفين بالخطوط الجوية الجزائرية، وبحارين بميناء الجزائر، بالإضافة إلى شرطيين بالعاصمة. تعود وقائع القضية إلى سنة 2008، حينما تفطنت مصالح أمن الميناء لوجود مهاجرين غير شرعيين بالباخرة القادمة من إسبانيا وبحوزتهم كمية من المخدرات من نوع الكوكايين، وتبين من خلال توقيفهم أنهم ينتمون إلى شبكة لتهريب المخدرات بتواطؤ مع عمال من ميناء الجزائر ومضيفين يترأسها، حسب تصريحات المتهمين في محاضر الضبطية القضائية، المدعو ''نعيم'' المتواجد حاليا في حالة فرار، نظرا لعدم اكتمال هويته الحقيقية لدى مصالح الأمن. وتمكنت مصالح الأمن من الإيقاع بالمضيفين، وكشف العلاقة التي تربطهم مع البحارين، عن طريق استدراجهم وتسجيل مكالمات هاتفية كانوا يتلقونها من طرف المتهم المتابع بالهجرة غير الشرعية، حيث استطاع هذا الأخير التنقل بين الجزائروإسبانيا عدة مرات مقابل تواطئهم معه. وقد وقفت التحقيقات الجارية بشأن نشاط المتهمين، على أن هذه الشبكة يتمثل نشاطها أيضا في مساعدة الشباب على الهجرة غير الشرعية على متن البواخر المتوجهة إلى أوربا، مقابل مبالغ مالية مغرية تقدر ب30 مليون سنتيم. وقد دام التحقيق في ملف القضية أكثر من سنتين، بسبب غياب بعض الأطراف في القضية وتواجدهم في مهمات عمل بالخارج. كما أنكر المتهمون خلال محاضر الاستماع الأولية أمام قاضي التحقيق بمحكمة بئرمردرايس، كل ما نسب إليهم، ونفوا أن تكون لهم أدنى صلة بشبكات تهريب المخدرات من نوع الكوكايين والهجرة السرية، كما برروا بالمقابل حجز كمية من المخدرات من نوع الكوكايين التي وجدت بحوزتهم لحاجتهم في استهلاكها خلال الرحلة على متن الطائرة.