تنقّل المنتخب الوطني المحلي، أمس، إلى السودان عبر اسطمبول التركية للمشاركة في الطبعة الثانية لنهائيات كأس أمم إفريقيا للاّعبين المحليين التي استحدثتها ''الكاف'' قبل عامين، بغرض منح فرص التألق والبروز للاّعبين الأفارقة الناشطين في بطولات بلدانهم. النخبة الوطنية التي فشلت في بلوغ الدورة الأولى التي جرت بكوت ديفوار عام 2009 حين أقصيت بضربات الترجيح أمام المنتخب المغربي، بدت عازمة على كسب أكبر رهان وتشريف الكرة الجزائرية، وبدا على محيا عناصر النخبة الوطنية، وهي جالسة في بهو القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي بالبدلات استعدادا لموعد إقلاع الطائرة التركية نحو اسطمبول وبعدها إلى الخرطوم، بأن ثقتهم كبيرة في قدراتهم، وجلس الجميع بنظام تحت أنظار المدرّب الوطني عبد الحق بن شيخة الذي رافق لاعبيه إلى المطار لتوديعهم والرفع من معنوياتهم. وتنقّلت النخبة الوطنية ب33 فردا، منهم 22 لاعبا، في انتظار التحاق الحارس سي محمّد سيدريك والمدرّب عبد الحق بن شيخة بالمجموعة قبل يوم 11 فيفري، قبل يوم واحد على موعد المباراة الثالثة والأخيرة من الدور الأول أمام المنتخب السوداني، حيث تستغرق رحلة الجزائر اسطمبول ثلاث ساعات، قبل التنقّل، بعد ساعتين في المطار التركي، إلى الخرطوم عاصمة السودان التي يكون المنتخب الوطني قد وصلها في أولى ساعات اليوم. والملفت للانتباه أن المنتخب الوطني تنقّل للمشاركة في الدورة النهائية لبطولة أمم إفريقيا بالسودان دون رئيس للوفد، حيث كان مقررا أن يرافق التشكيلة بوكاروم، عضو المكتب الفيدرالي غير أن ذلك لم يحدث، واكتفت مصادرنا بالقول بأنه لا وجود لرئيس وفد خلال تلك السفرية دون تقديم توضيحات أخرى، مكتفيا بالقول بأن المدرّب محمّد شعيب هو الذي سيتولى المهمّة مؤقتا، في انتظار التقاء رئيس ''الفاف'' محمّد روراوة بالخرطوم التي وصلها قبل يومين قادما من الكونغو الديمقراطية حين حضر أشغال اللّجنة التنفيذية ل''الكاف'' ومباراة الكأس الممتازة بين تي. بي مازيمبي الكونغولي والفتح الرباطي المغربي بمدينة لوبومباشي. وقد حضر، أمس، الهاشمي جيّار، وزير الشباب والرياضة ومحمّد مشرارة، نائب رئيس ''الفاف'' ورئيس الرابطة الوطنية، حيث تحدثا مع اللاّعبين والطاقم الفني، قصد تحفيز الجميع على إعادة الذكريات الجميلة والتاريخية للكرة الجزائرية بأم درمان السودانية. عبد الحق بن شيخة ل''الخبر'' ''ستجدون 23 بن شيخة في السودان'' وضع عبد الحق بن شيخة، مدرّب المنتخبين الأول والمحلي، ثقة كبيرة في لاعبيه، الذين سيخوضون لأول مرة دورة نهائية قارية للأمم. وقال بن شيخة: ''صحيح أنني سأغيب عن المقابلتين الأولى والثانية، كوني سأكون ملزما بالبقاء مع المنتخب الأول، غير أن ثقتي كبيرة في الشبّان الذين أشرفت عليهم لمدة 15 شهرا''، مضيفا: ''أنا على يقين بأن الجميع لم يدّخر أي جهد خلال التربصات والمباريات الودية وحتى الرسمية، وستجدون في السودان 23 بن شيخة، لأن الجميع واع بحجم المسؤولية التي تقع على عاتقهم''. وواصل المتحدث قوله: ''إنها فرصة اللاّعبين المحليين لإثبات قدراتهم أمام منتخبات قوية، وعليهم إسقاط الإشاعة التي أنقصت من قيمتهم وصنّفتهم في درجات دنيا مقارنة باللاّعبين المغتربين، وسيكون ذلك بتحقيق أفضل النتائج''، مضيفا: ''أثق في اللاّعبين، وقد أرسلت محاربين. وحين أتنقّل إلى السودان، سأجدهم قد قطعوا شوطا كبيرا نحو بلوغ الدور الثاني''. أما عن المنتخب الأول، فقال المدرّب بن شيخة بأنه لايزال متمسكا برأيه، القاضي باستقبال المنتخب المغربي بالملعب الذي تكون أرضيته بحالة جيدة، ويقصد بذلك ملعبي 5 جويلية الأولمبي بالعاصمة و19 ماي 1956 بعنّابة، مضيفا: ''لا أخفي عليكم بأنني أريد مواجهة المغرب بملعب 5 جويلية الأولمبي، لأنني كنت أراهن منذ البداية على إجراء المقابلتين الودية أمام تونس والرسمية أمام المغرب بملعب واحد. لكن، إذا تعذّر علينا الأمر، فسنواجه المغرب بعنّابة''.