يتعرّض عشرات الأطفال مرضى السرطان، وخاصة المصابين بسرطان العظام بمركز بيار وماري كوري، لتدهور حالتهم الصحية بسبب انقطاع علاجهم الكيميائي، نظرا لانعدام دواء ''ميتوتريكسات'' المعتمد في العلاج. حدث ذلك إثر سحب الصيدلية المركزية لمئات العلب بعد اكتشاف بقايا زجاج مكسور داخل القنينات الحاوية للمحلول المستورد من الهند، دون أن يتم تعويضه منذ أواخر نوفمبر .2010 ويعاني عشرات الأطفال الذين يخضعون للعلاج من داء السرطان على مستوى مركز بيار وماري كوري بالجزائر العاصمة، وخاصة المصابون بسرطان العظام من انعدام دواء ''ميتوتريكسات''، الذي يعتمد عليه كمادة أساسية في العلاج الكيميائي لعديد السرطانات، خاصة السرطانات الصلبة، والذي يسجل ندرة منذ أواخر نوفمبر .2010 وهو ما أثر سلبا على صحة صغار مرضى السرطان. وعن ذلك، أكد لنا الدكتور فافة عبد الناظر، اختصاصي طب أورام الأطفال بمركز بيار وماري كوري، وأحد المشرفين على علاج هؤلاء الصغار ''أنهم تفاجأوا بتوقيف استعمال دواء ميتوتريكسات الذي يعمل على قتل الخلايا السرطانية وبتأثير جد فعال، حيث يستعمل بجرعات مرتفعة لهؤلاء الصغار، ومن المفروض إتمامه، خاصة مع انعدام دواء معوّض له، وهو ما يعتبر عدم احترام لبروتوكول العلاج''. والنتيجة طبعا انتكاس الحالة الصحية للصغار بسبب توقف العلاج، مما يؤدي إلى قطع أرجل المرضى أو انتشار داء السرطان في أنحاء أخرى من الجسم، وبالتالي الموت المحتم. وعن هذا الدواء، بيّنت لنا مصادر طبية مؤكدة أنه تم سحب كميات كبيرة منه كانت متوفرة على مستوى صيدلية مركز بيار وماري كوري، دون سابق إنذار أو تعويض له، بسبب اكتشاف قنينات من ذات الدواء حاوية لبقايا زجاج، علما أن ذات الدواء ليس الأصلي المستورد من فرنسا الذي كان متوفرا من قبل بالصيدلية المركزية، والذي توقف استيراده من قبل الأخيرة للمستشفيات لارتفاع ثمنه، وعوّض بدواء جنيس مصنوع من قبل مخبر ''سيبلا'' الهندي منذ فترة ''أقل ثمنا''. كما أضافت مصادرنا أن تجربة الصيدلية المركزية مع أدوية ذات المخبر الهندي ليست الأولى، حيث سبقتها تجربة مع دواء ''ليفوسفاميد'' للعلاج الكيميائي الذي تسبب في تشنجات عصبية وعضلية (اضطرابات في المخ)، وسجلت حالتي وفاة بسبب استعماله، ليتم توقيفه نهائيا. وتجدر الإشارة إلى أنه حاولنا مرارا التواصل مع وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات للحصول على رد بخصوص سحب الدواء وعدم تعويضه، لكننا لم نحظ بأي رد.