أطلق سكان مدينة الطارف تسمية ''ميدان التحرير'' على الساحة العمومية بالمدخل الشرقي لمقر الولاية، وهو المكان الذي توالت عليه، طيلة أيام هذا الأسبوع، احتجاجات واعتصامات عديد الفئات الاجتماعية، انتهت بالتحاور مع ممثلي الوالي بتشكيل لجان تحقيق لامتصاص الغضب وقبر المطالب. اختتم، مساء أول أمس، شاب جامعي بطال سلسلة الاحتجاجات التي عرفتها الولاية خلال الأسبوع الأخير، حيث اعتلى قمة برج الاتصالات مهددا بالانتحار بعد يأس من المشاركة في المسابقات وطالب بترسيمه في وظيفته التي يشغلها ضمن عقود ما قبل التشغيل. وكان أعنف هذه الاحتجاجات سجل من قبل المقصين من قائمة الناجحين في الوظائف التربوية، حيث تمكنوا من إخراج الوالي من مقره كما فرضوا قوة اقتراحهم بتمثيلهم ضمن لجنة التفتيش التي اقترحتها السلطات الولائية. وخلال أيام الأسبوع ذاته، شهد ''ميدان التحرير''، حسب تسميته الجديدة من قبل سكان مدينة الطارف، توالي السيول البشرية من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية وكلها نددت بممارسات الحفرة والتهميش والإقصاء وغياب السلطات الولائية وغياب بوادر التغيير التنموي الذي ظل في حالة من الجمود لأكثر من 5 سنوات. وفي مقدمة المحتجين، المهندسون البطالون والعاطلون عن العمل من مختلف المستويات وطالبو السكن الريفي والاجتماعي وعشرات المواطنين العالقة عقود ملكية تحصيصاتهم العقارية لأكثر من 6 سنوات، إلى جانب احتجاجات فئة الفلاحين والمستفيدين من المؤسسات الصغرى من موزعي الحليب وعمال وعاملات الشبكة الاجتماعية وعقود التشغيل الاجتماعي، ليأتي دور أعوان الحرس البلدي. وأمام الجموع الغفيرة من المحتجين اضطر حراس مقر الولاية إلى غلق الأبواب بإحكام، واستنجدت السلطات الولاية بالحماية الأمنية التي عزز أفرادها تواجدهم. وفي جميع هذه الأيام الاحتجاجية ارتبكت السلطات الولائية وترددت في استقبال ممثلي المحتجين والمعتصمين، ما زاد ذروة السخط وتصاعد الصراخ في وجه المسؤولين والمطالبة بمحاورتهم، وقد استقبل غالبية ممثلي المحتجين ممثلين عن الوالي بعد التهديدات باستعمال العنف واقتحام مكاتب المسؤولين. وخلص الحوار إلى وعود السلطات بتشكيل لجان تحقيق وتفتيش للنظر في مطالب المحتجين، رغم أن غالبية المحتجين غير واثقين منها كونها مجرد مقابر لمطالبهم ومهدئات لامتصاص غضبهم.