دخل عدد من الجزائريين العاملين في ليبيا إلى مصر عبر منفذ سلوم البري بالمنطقة الحدودية، ضمن جموع من المتوافدين من المصريين وعدد من العرب الذين تم إجلاؤهم نتيجة الأحداث الجارية في مختلف المدن الليبية. وصل أكثر من عشرة رعايا جزائريين إلى مقر سفارة الجزائربالقاهرة، قادمين من منطقة السلوم على الحدود وأغلبهم كانوا يشتغلون في المناطق الشرقية الليبية، وتكفلت بهم مصالح السفارة لتسهيل عودتهم إلى الجزائر. وقال سعيد شرابة، شاب من منطقة برج منايل كان يشتغل بشركة ''جوبا'' للإنشاءات والطرق بمنطقة جالو الليبية، على بعد حوالي 400 كلم إلى جنوب بنغازي، إن الوضع صعب جدا في ليبيا، خاصة في الأيام الأولى، مشيرا إلى أن العديد من الشركات تعرضت للحرق والسلب والتهديد. وأضاف الشاب سعيد: ''في البداية طلب منا أصحاب الشركة تهريب العتاد والأجهزة إلى منطقة صحراوية، غير أنه بعد أن استرجعوا عتادهم تخلوا عنا وتركونا لحالنا نواجه المجهول''. وأضاف: ''كنا مجموعة من العمال الأجانب من جنسيات مختلفة أغلبهم من مصر''. ويقول سعيد: ''اعتمدنا على التبرعات بعد نقص التموين، وتمكنا في النهاية من الوصول إلى الحدود مع مصر عن طريق شاحنات وبفضل تضامن أصحابها معنا''. كما تحدث أيضا عن مساعدة وتضامن المواطنين الليبيين معهم، خاصة في منطقة الجنوب، حيث استضافهم أحدهم بمزرعته إلى غاية إيجاد وسيلة لنقلهم إلى الحدود الشرقية. ويقول الطيب لوجان، وهو شاب من المحمدية ولاية معسكر، كان يعمل بإحدى الشركات المكلفة بتموين الشركات النفطية الأجنبية بمدينة أجدابيا، إنه عاش أيام رعب وخوف شديدين، وذلك تحت تأثير الدعاية والدعاية المضادة التي وضعت كل الأجانب في قفص الاتهام حيث أصبحوا مهددين في حياتهم. وأضاف الشاب علي من بريكة إنه تمكن ومجموعة من الجزائريين من الوصول إلى القاهرة بفضل مساعدة مواطنين مصريين، خاصة أن أغلبهم ترك في ليبيا أغراضه وكل ما يملك، وأن من بينهم من لم يتلق راتبه منذ ثلاثة أشهر. وأشاد هؤلاء الشباب بالاستقبال الجيد الذي حظوا به في مصر سواء من قبل المواطنين أو المسؤولين، حيث لقوا تفهما من الجميع حتى أن الجمارك، كما قال أحدهم، سمحت للبعض بالدخول دون ختم جوازات سفر، وأكدوا أن هناك العديد من الجزائريين هم الآن في الطريق نحو الحدود المصرية، في حين يوجد عدد آخر محصورين خاصة في المناطق الجنوبية بعد انقطاع وسائل النقل والاتصالات والتموين.