الشعب الليبي يتعرض لإبادة جماعية على يد نظام معمر القذافي. الليبيون يستصرخون ضمير العالم، ولا أحد يتكلم. لا البيت الأبيض ولا بروكسل ولا رعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان في الغرب يستطيعون، فيما يبدو، أن يوقفوا الحرب على الشعب الليبي، من قبل نظام كانت الولاياتالمتحدة والأوروبيون، لوقت قريب، يعتبرونه مارقا، وراعيا للإرهاب. من ينقذ الشعب الليبي من الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية، التي تفتك بالجماهير الغاضبة في الشوارع؟ لا أحد يقدر فيما يبدو. بالكاد أصدرت هيلاري كلنتون بيانا توصي فيه، على استحياء، بضرورة إيقاف سفك الدماء. وكذلك فعلت باريس ولندن. أما إيطاليا برلسكوني فقد طالبت بوقف العنف ''من الطرفين''، بعد ضغط كبير من البرلمان. مرة أخرى تسقط الحكومات الغربية في امتحان الديمقراطية وحقوق الإنسان، الذي ظلت تدرّسه لنا في العالم العربي والعالم الثالث عموما. لا يجرؤ رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، باراك أوباما، وهو يحمل جائزة نوبل للسلام، على إدانة جرائم القتل المنهجي ضد المتظاهرين في شوارع طرابلس وبن غازي والبيضاء، لأنه سيغضب معمر القذافي. النظام الليبي يحتكم على آبار البترول، وعلى حسابات مصرفية ضخمة في بنوك الغرب. وأي تصرف مجنون من القذافي سيجلب للحكومات الغربية متاعب اقتصادية لا قبل لها بها. أرواح الليبيين إنما تقاس بمقدار الأذى الذي يحدثه سلوك القذافي إن هو استتب له الأمر في ليبيا. هكذا يفكر البيت الأبيض، وباريس وبروكسل، وكل العالم الغربي للأسف. الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة، في النهاية، ليست ضرورية للشعوب العربية وشعوب العالم الثالث، أو قل هي مسألة ثانوية، إذا قيست بمقتضيات المصالح الاقتصادية والأمنية للحكومات الغربية. ولا مجال للاختيار بين آبار البترول، والحسابات المصرفية والصفقات، التي يمنحها معمر القذافي ونظامه، وحرية الشعب الليبي، وكرامته. [email protected]