عاشت المدرسة الابتدائية بحي برشيش بالقصر، نهار أمس، حالة رعب حقيقية، عندما أقدم تلميذ من قسم السنة الثالثة على طعن زميله بخنجر داخل المدرسة إثر خلاف نشب بينهما. كانت بداية الحادثة بملاسنات كلامية بين التلميذين، قبل أن تتطور إلى مصادمة جسدية بينهما. وحتى لا يكون هو المغلوب، لم يتردد أحدهما في إخراج خنجر من محفظته وتوجيه طعنة لخصمه أصابه مرة في بطنه وأخرى في يده. وبعد تدخل المعلمين وزملائهم الآخرين، تم نقل المصاب إلى العيادة المتعددة الخدمات بالمدينة، حيث تلقى إسعافات مكثفة، وقيام الأطباء بإخاطة مكان الجرح على مستوى اليد اليسرى ليغادر بعدها المؤسسة الاستشفائية، وسط ذهول الممرضين والأطباء الذين تحسروا على الوضع الذي آلت إليه المؤسسة التربوية. عمال المدرسة الابتدائية بمعلميها وإدارييها، لم يعرفوا كيف تطورت الأمور إلى مستوى ما وقع، متسائلين عن كيفية توصّل تلميذ لا يتعدى من العمر ثماني سنوات إلى طعن زميله بخنجر، دون أن يتفطن أحد لوجود خنجر حقيقي بمحفظته. ويقول عدد من المعلمين إن المؤسسة التربوية أصبحت في خطر، داعين جميعات أولياء التلاميذ، في هذا الصدد، إلى التجند أكثر لمتابعة أبنائهم ومراقبة تصرفاتهم، مؤكدين أن ما يدفع التلاميذ إلى الانحراف أكبر مما يدفعهم إلى الطريق الصحيح. واستدل الكثير منهم بتسجيل حالات عنف كثيرة في المدارس بين التلاميذ أنفسهم، وأحيانا مع المعلمين والأساتذة أو عمال الإدارة مثل المراقبين وأعوان التربية. كما طالب هؤلاء الجهات الأمنية والمسؤولة على قطاع التربية بالسهر أكثر على محاربة ظاهرة تعاطي المخدرات والمهلوسات في الوسط المدرسي، حيث أصبحت موضة يتباهى باستهلاكها حتى الأطفال الصغار.