ردت الجزائر على التصريحات التي أطلقها الناطق باسم بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، المحامي عبد الحفيظ غوقة، والتي اتهم فيها الجزائر بالتورط مع القذافي ضد الثوار. وكذبت الحكومة الجزائرية بشكل قاطع هذه الاتهامات ووصفتها أنها باطلة وتفتقد إلى الدقة. قال أحد مساعدي وزير الشؤون الخارجية، الذي تحفظ على ذكر اسمه، في تصريح صحفي ل''الخبر''، إن ''الجزائر تكذب تكذيبا قاطعا تصريحات المتحدث باسم ما يعرف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا المدعو عبد الحفيظ غوقة، الذي اتهم الجزائر بالتورط مع نظام العقيد معمر القذافي، وقال ''هذه التصريحات عشوائية وتفتقد إلى الدقة، وإننا ننفي أي تواطؤ مع القذافي ضد ثورة الشعب الليبي، أو إرسال مقاتلين للدفاع عنه، أو نقل مرتزقة أفارقة إلى ليبيا للقتال إلى جانب القوات الموالية له''. وأشار المسؤول في وزارة الخارجية إلى أن ''ما بثته قنوات تلفزيونية من جوازات سفر جزائرية، قيل أنها تعود لمرتزقة جاؤوا من الجزائر للقتال مع القذافي، تعود لعمال جزائريين كانوا يعملون في ليبيا، وأنها محاولة مبيتة ودنيئة وغير بريئة من بعض الأطراف لتوريط الجزائر''، مشيرا إلى أن ''الجزائر سبق أن نفت تسخير أي من طائراتها العسكرية لنقل مرتزقة من إفريقيا لصالح القذافي''. وقال المتحدث ''نحن ملزمون بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهذه أبرز مبادئ الدبلوماسية الجزائرية، وهذه الاتهامات غير مؤسسة، ولا أساس لها من الصحة، والجزائر تتابع الوضع في ليبيا بانشغال كبير، ولا يمكنها أبدا أن تتورط في أي قضية تخص الشأن الليبي''. وشدد على أن موقف الحكومة الجزائرية واضح بشأن الأوضاع في ليبيا، وهو الموقف الذي أعلن عنه وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، وأكد فيه ''أن الجزائر تتمنى وقف إراقة الدماء أولا، وأن يكون هناك انتقال سلمي للسلطة عبر حوار وطني يجمع كل الأطراف الليبية، والعمل على الوصول إلى مصالحة وطنية في ليبيا''. وأضاف أن ''الجزائر ترفض أي تدخل أجنبي مهما كان نوعه، وترفض أي تدخل عسكري في ليبيا، وحريصة على وحدة وسلامة التراب الليبي''، مشيرا في الوقت نفسه إلى الجهود الإنسانية التي تقوم بها الجزائر لصالح اللاجئين الليبيين والأجانب الذين وصلوا إلى الحدود الليبية الجزائرية في منطقة الدبداب بولاية إليزي، كان آخرها عرض الهلال الأحمر الجزائري التكفل بعشرة آلاف لاجئ فارين من ليبيا. وكان الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، المحامي عبد الحفيظ غوقة، قد أطلق تصريحات في ندوة صحفية عقدها، مساء أول أمس، اتهم فيها دولا بينها النيجر ومالي وكينيا بإرسال قوات للقتال مع القذافي ضد الثوار، لكن ركز على الجزائر بشكل خاص، وقال إن النظام الجزائري متواطئ مع القذافي ضد الثوار.