احتضنت قاعة الموقار بالعاصمة، سهرة أول أمس، العرض الشرفي لمونودراما ''السواد في الأمل'' للمخرج جمال قرمي، الذي ألبس الممثلة ريم تاكوشت عباءة امرأة تحاكي آلام وآمال الجزائر، عبر حوار داخلي يمزج ما بين الذاكرة والوطن والإنسانية. اعتلت الممثلة ريم تاكوشت التي تقمصت شخصية ''الغالية''، خشبة الموقار، وكلها عزيمة على تقديم عرض تشدّ به أنظار الجمهور، بعد الثقة التي وضعها فيها طاقم العمل المشكّل من المخرج جمال قرمي، وكاتب النص حسين نذير، وكذا جمال سعداوي في المعالجة الدرامية. وقد وفّقت الممثلة ريم تاكوشت أحيانا، وخابت فيه أحيانا أخرى، بسبب الشرخ الذي بدا جليا بين فقرات ومشاهد العمل، الذي سقط في هامش واسع من الملل والرتابة، ما أثر سلبا على الصيرورة المنطقية للأحداث، رغم جمالية الرسائل التي نجحت ريم في إيصالها بطريقة بسيطة وسلسة، طغى عليها الخطاب المباشر في نقل صور حية من المجتمع الجزائري، جاء في شكل حوار داخلي خال من التهكم والسخرية والسذاجة. استعانت ريم تاكوشت طيلة ساعة من الزمن، بكامل حواسها النفسية والجسدية، حتى تجعل الجمهور يعيش ويتعايش معها، من خلال تلك المفارقات التي سلطت عليها الضوء بثلاث لغات، فضلا عن العربية الفصحى والفرنسية وكذا اللهجة العامية، حيث تحدثت عن الحب، العلم، يأس الشباب، هجرة الأدمغة، ظاهرة ''الحرقة''، فساد الأنظمة السياسية، وما إلى ذلك من المعطيات التي خاضت فيها ضمن إطار زمكاني غير محدد، يحيط به صندوق وجذع شجرة بجواره شمعة، شكلت في مجملها ديكور العرض الذي بني على مجموعة من الخواطر، تم معالجتها دراميا على وقع بعض المقاطع الموسيقية والوصلات الغنائية وكذا المؤثرات الصوتية.