ضرب زلزال عنيف بقوة 9 ,8 درجات على مقياس ريشتر متبوع بموجة تسونامي، شمال شرقي السواحل اليابانية، أمس، مخلفا دمارا وخسائر مادية كبيرة، وسط أنباء عن أكثر من ألف قتيل ومفقود، في وقت وصلت موجات تسونامي سواحل الأمريكيتين بعد أن بلغ علو الأمواج في اليابان 10 أمتار. خلّف الزلزال الذي وصفه الخبراء بالأعنف في الأرخبيل الياباني منذ 140 سنة، في حصيلة غير نهائية حوالي ألف قتيل و400 مفقود، حيث عثر على 300 جثة في شاطئ مدينة سنداي لوحدها. وحُدد مركز الزلزال على مائة كلم من الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة هونشو في المحيط الهادئ، على عمق عشرة كلم تقريبا، وشعر به سكان طوكيو التي تبعد ب430 كلم عن مركز الزلزال. وتسبب الزلزال في أمواج مد عاتية ''تسونامي'' اجتاحت مناطق واسعة من محافظات إيواتي ومياغي وفوكوياما وكذلك ميناء سنداي شمال اليابان. وبث التلفزيون الياباني لقطات للعديد من المنازل في منطقة مياجي بمدينة سنداي وقد جرفتها مياه تسونامي قُدر ارتفاعها ب2,4 متر. وتسببت أمواج تسونامي أيضا في انقطاع التيار الكهربائي على 4,4 مليون ياباني خاصة بالمنطقة الشمالية الشرقية وفقدان قطارين بمدينة ساندي إيشيموكي وإيوتي بالشمال، فضلا عن انهيار سد في مقاطعة فوكوشيما شمال شرقي اليابان وجرفت مياهه العديد من المنازل. وسجل اختفاء باخرة للركاب بمقاطعة مياغي واشتعال حرائق بالعاصمة طوكيو ومناطق متفرقة من البلاد وحدوث شلل في شبكة المواصلات البرية وبالسكك الحديدية، خاصة في المنطقة الشرقية من بينها العاصمة طوكيو. اليابان أكثر المناطق عرضة للزلازل في العالم تعتبر الزلازل ظاهرة متكررة في اليابان التي تعد أراضيها من الناحية الجيولوجية واحدة من أكثر مناطق العالم الناشطة على مستوى الزلازل، وبنسبة %20 من زلازل العالم التي تتجاوز قوتها ست درجات، حسب مقياس ريشتر من قياس يصل تسع درجات. وقد تعرضت اليابان لأعنف زلزال في 1923 وتسبب في مقتل 143 ألف شخص، حسب تقديرات نسبية. وفي عام 1995 ضرب زلزال بقوة 3,7 درجات مدينة كوبي وخلف أكثر من 6400 قتيل. في حين خلف زلزال آخر ضرب البلاد عام 1996 أكثر من 5000 قتيل. وشهدت اليابان ما بين 2000 و2010 عشرات الزلازل القوية نسبيا تراوحت بين 5 و7 درجات على سلم ريشتر.