عمت موجة غضب عموم المدن اليمنية إثر مهاجمة القوات الأمنية اليمنية مخيم المعتصمين بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء أثناء صلاة الفجر أمس السبت، مستخدمين الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع مما أدى إلى مقتل أربعة محتجين وإصابة ما يقارب ألفا من المطالبين برحيل الرئيس صالح عن الحكم، فيما قتل تلميذ بمحافظة المكلا. قال معتصمون ل''الخبر'' إن قوات من مكافحة الشغب التابعة للأمن المركزي والحرس الجمهوري قامت بهجوم مفاجئ عليهم أثناء أدائهم صلاة الفجر تسببت في مقتل ثلاثة شبان وإصابات تزيد عن الألف، معظمهم متأثر بغازات القنابل المسيلة لدموع وتدمير عدد من الخيام التي يعتصمون داخلها. واستمرت عملية الهجوم ضد المعتصمين من الساعة الخامسة والربع فجرا حتى التاسعة، بعد أن استطاع عدد من المتظاهرين فك الحصار الذي فرضته القوات الأمنية على المعتصمين داخل المخيم بتدفق الآلاف من المتظاهرين. توافد مئات الأطباء والممرضين إلى ساحة التغيير وفتحت المستشفيات لنقل المصابين الذين لم يستطع المستشفى الميداني استيعابهم، حيث منع المتظاهرون دخول سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة بحجة اختطافهم إلى أماكن غير معروفة. وكشف الطبيب فاكر القباطي المتطوع في المستشفى الميداني بالمخيم ومتخصص بالجهاز التنفسي ل''الخبر'' أن القنابل الغازية التي يستخدمها رجال الأمن لمهاجمة المعتصمين تؤثر بشكل كبير على الجهاز التنفسي وتورمات داخلية تؤدي إلى هبوط في نبض القلب وضيق تنفس. مشيرا إلى أنهم يحاولون إنقاذ الحالات المصابة عبر التنفس الاصطناعي، لكن تأثير تلك الغازات مستمر على المصابين مما يؤدي إلى حالة الوفاة. وأكد مصدر طبي في اللجنة الطبية أن أكثر من 50 مصابا أدخلوا العناية المركزة في مستشفيات خاصة بسبب عدم استطاعة المستشفيات استيعاب عدد الجرحى. ومن جهتها نفت الداخلية ما تردد عن قيام القوات الأمنية باستخدام الغازات السامة لتفريق المعتصمين، وقال مصدر أمني مسؤول في الداخلية أن ما تردد عن استخدام الغازات السامة لتفريق معتصمين تابعين لتكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض غير صحيح. وحمل المعتصمون في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء الرئيس صالح شخصيا ووزير داخليته العواقب الوخيمة لاستخدام القوة ضدهم، مؤكدين إصرارهم على البقاء داخل الساحة حتى تلبية مطالبهم المتمثلة برحيله ونظامه. وناشدوا في بيان لهم إثر الهجوم عليهم من وصفوهم بالشرفاء والغيورين على اليمن، وكافة المنظمات المهتمين بحقوق الإنسان، حمايتهم من بطش قوات الأمن والنظام الذي وصفوة بالظالم، مؤكدين أن كل واحد منهم مشروع شهيد، وأنهم سيواجهون الرصاص بصدورهم العارية. وبعد الهجوم المسلح على المعتصمين خرج عشرات الآلاف من المواطنين بمسيرات في محافظات تعز وعدن وعمران وحجة وحضرموت وغيرها من المدن اليمنية، حيث قتل تلميذ في تفريق قوات الأمن تظاهرة بمدينة المكلا في محافظة حضرموت. كما وقع العديد من الجرحى خلال المظاهرات التي عرفتها المحافظات اليمنية.