بدأت الأمور تخرج من يد الرئيس اليمني، عبد الله صالح، ووصلت إلى نقطة اللارجوع، بعد التحاق قيادات عسكرية من الصنف الأول، إضافة إلى وزراء ودبلوماسيين، بصفوف المحتجين، ما جعله يعمد إلى طريق الاقتراحات المتتالية والتي كانت آخرها خروجه من السلطة قبل نهاية عهدته، وهو ما رفضته مجددا المعارضة اليمنية. رفضت المعارضة عرض الرئيس علي عبد الله صالح التنحي عن الحكم بعد تنظيم انتخابات برلمانية بحلول جانفي ,2012 عوض ,2013 وطالبت برحيله فورا ودون إبطاء، مؤكدة أن الساعات القادمة ستكون حاسمة. وكان أحمد الصوفي، المتحدث الصحفي باسم الرئيس اليمني، قال لرويترز إن صالح سيسلم السلطة من خلال انتخابات برلمانية وتشكيل مؤسسات ديمقراطية في نهاية عام 2011 - جانفي .2012 وأضاف أن الرئيس ''لا يسعى للسلطة، لكنه لا يريد أن يتنحى قبل أن يعرف من الذي سيتسلم السلطة منه''. وردا على ذلك، قال القيادي في تكتل اللقاء المشترك، المعارض محمد صالح القباطي، لقناة الجزيرة إن الحديث عن العروض قد فات أوانه. وشعورا من صالح بأن كل المعطيات أصبحت ضده، حذر من دخول بلاده في حرب أهلية حال حدوث أي انقلاب. وقال في كلمة له أمام أمام المجلس العسكري إن ''زمن الانقلابات العسكرية قد انتهى، وأي محاولة ستعيد اليمن لحرب أهلية''. وخاطب صالح القيادات العسكرية التي انضمت إلى الثوار اليمنيين، قائلا ''إن على تلك القيادات العسكرية العودة إلى جادة الصواب''. وأكد أن المسؤولية العسكرية تتمثل في الحفاظ على أمن الوطن، وأن ''أي انقسام في المؤسسة العسكرية سيكون له أثر سلبي على البلاد''. وطالب القيادات العسكرية بأن تتحمل مسؤوليتها برباطة جأش، وألا تخضع ''لإرهاب الإعلام''. وفي سياق الانشقاقات العسكرية المتتالية، ذكرت تقارير إعلامية، نقلا عن شهود عيان، أن حرس الرئاسة اليمنية المؤيدين للرئيس علي عبد الله صالح حاصروا مقر قيادة قوة جوية في مدينة الحديدة الساحلية، أمس، بعد أن قال قائد القوة إنه يؤيد المعارضين. ولم تتحدث التقارير عن وقوع أي اشتباكات على عكس ما وقع أول أمس، حين ذكرت مصادر طبية أن أحد أفراد الحرس الرئاسي وجنديا في الجيش قتلا في اشتباكات بين القوتين في مدينة المكلا في جنوب شرق البلاد في ساعة متأخرة يوم الإثنين، بعد أن انقلب بعض قادة الجيش ضد صالح قائلين إنهم يؤيدون المحتجين المطالبين بالديمقراطية الذين يريدونه أن يستقيل. وكان أبرز المنشقين هو اللواء علي محسن، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، وهو أحد أقارب صالح من قبيلة الأحمر. وأكدت مصادر دبلوماسية أن الرئيس اليمني طلب وساطة سعودية لدى قيادات المعارضة وشيوخ القبائل، وتعليقا على ذلك قال الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك، المعارض في اليمن محمد قحطان، إن الحديث عن إجراء وساطة لحل الأزمة في البلاد ''نكتة سخيفة خاصة بعد إسالة دماء المحتجين في الشوارع''.