أعلن مصدر بالرئاسة اليمنية أمس الأربعاء أن الرئيس علي عبد الله صالح وافق على المبادرة ذات الخمس نقاط التي طرحتها المعارضة اليمنية بشأن حل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ أسابيع. وكان تحالف أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية باليمن) قد أعلن مطلع شهر مارس الجاري عن مبادرة لحل الأزمة تضمنت خمس نقاط تشمل ضمان حرية التظاهر والاعتصام لجميع اليمنيين بشكل سلمي والمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق في الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون ومحاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم للمحاكمة وتعويض أسر الضحايا ومعالجة الجرحى على نفقة الدولة. كما تضمنت الانتقال السلمي والسلس للسلطة طبقا لما التزم به الرئيس صالح من عدم التمديد والتوريث وترشيح نفسه في الانتخابات القادمة ووضع برنامج زمني لتنفيذ الخطوات الضرورية بما لا يتعدى نهاية العام الجاري بينما أكدت النقطة الخامسة على ضرورة التواصل مع جميع القوى وأطراف العملية السياسية في الداخل والخارج بدون استثناء لاستكمال النقاش. ورفضت المعارضة اليمنية عرض الرئيس التنحي عن الحكم بعد تنظيم انتخابات برلمانية بحلول جانفي المقبل وتعهدت بأن يزحف ما سمي ب''شباب الثورة'' صوب القصر الجمهوري بعد غد الجمعة في ''جمعة الزحف'' لإجبار الرئيس على التنحي. وكان موقف المعارضة اليمنية تشدد بعد مقتل 52 شخصا في إطلاق نار على ''شباب الثورة'' في ساحة التغيير الجمعة الماضية، ورفضت عرض الرئيس علي عبد الله صالح التنحي عن الحكم بعد تنظيم انتخابات برلمانية مسبقة نهاية العام الجاري وتعهدت مقابل ذلك بأن يزحف شباب الثورة غدا باتجاه القصر الجمهوري في ''جمعة الزحف'' للقبض على الرئيس صالح بتهمة قتل العشرات من المحتجين. وقال محمد قحطان المتحدث باسم المعارضة أن الرئيس صالح تقدم رسميا بمبادرة تضمنت أربع نقاط أولاها تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مهمة تشكيل لجنة وطنية تتكفل بإعداد دستور جديد. وتتمثل النقطة ثانية في وضع قانون انتخابات جديد قائم على نظلم النسبية. في حين تضمنت النقطة الثالثة إجراء استفتاء على الدستور الجديد وأخيرا تنظيم انتخابات تشريعية تكون متبوعة بتشكيل حكومة وانتخاب رئيس جديد للبلاد عن طريق البرلمان نهاية العام الجاري. وأكد المتحدث باسم تحالف المعارضة اليمنية رفض المعارضة عرض الرئيس صالح البقاء في السلطة حتى جانفي ,2012 منبها إلى أن الساعات القادمة ستكون حاسمة للبلاد. مشيرا إلى أن شباب الثورة يرفضون أي دعوة للتفاوض مع النظام. وقال إن ''صالح لم يعد يسيطر إلا على ثمانية كلم من العاصمة صنعاء عززها بالدبابات وراجمات الصورايخ لكي يواجه بها شباب الثورة''. وأضاف ''فليقتل صالح من يقتل من الشباب لكنهم سيصلون إلى غرفة نومه لكي يحاكموه على ما ارتكبه بحق الشعب اليمني من ويلات''. غير أن الرئيس اليمني وصف ما يجري في اليمن حاليا بمحاولة انقلابية لها أهدافها. وقال إن ''أية محاولة للاستيلاء على السلطة يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية في البلاد لأن الشارع اليمني مسلح ويجب وضع ذلك في الاعتبار''.