دعا المشاركون في الأيام ال11 للطب العقلي التي احتضنها مستشفى الطب العقلي ''فرنان حنافي'' بوادي عيسي في تيزي وزو، إلى ضرورة اهتمام المشرع الجزائري بموضوع القلق والتحرش في العمل، لسد الفراغ القانوني المسجل في هذا المجال. حسب السيد عباس زيري، المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ''محمد ندير''، فإن هذه الأيام التي تناولت موضوع القلق والتحرش في وسط العمل، تدخل في إطار التكوين المتواصل للأطباء والعاملين في القطاع. وقال المتحدث في هذا الصدد إنه سجل، خلال العشرية الأخيرة، ظهور القلق والتحرش وسط العمل أكثر مما كان عليه بسبب العولمة. ومع سعي كل مؤسسة للبروز في السوق، ظهرت تغيرات في علاقات العمل، حيث أضحى يميزها التوتر والقلق والتحرش بين المسؤول وموظفيه، الأمر الذي يؤثر سلبا على المردود العام بالمؤسسة. أما البروفيسور الفرنسي ''ج. فيري'' فقال إن اهتمام قانون العمل والقانون الجزائي بظاهرة القلق والتحرش وسط العمل بفرنسا، بدأ سنة 2001 بعد ظهور دراسة حول الظاهرة للسيدة إريك قويان، أشارت فيها إلى خطورة الظاهرة على المجتمع. من جانبه قال البروفيسور ''ف. كاشا'' من مستشفى محفوظ بوسبسي بالشرافة، ''إن لطبيب العمل دورا هاما يلعبه في دراسة الظاهرة، فهو مؤهل لتقديم تقديره حول الموضوع، أما تشخيص المشكل فهو من صلاحيات العدالة''، يقول. وحسب المصدر ذاته، فإن الإحصاءات حول موضوع الدراسة غير متوفرة، مع إشارته إلى محاولة المركزية النقابية في هذا الصدد من خلال فتحها خطا هاتفيا أخضر لتلقي شكاوى ضحايا التحرش، لكن المبادرة لم تكلل بالنجاح بسبب عزوف العمال والموظفين عن فتح قلوبهم لأصحاب المبادرة.