حذر تقرير حديث لديوان الشرطة الأوروبية (أوروبول)، من تسلل إرهابيين وسط موجات المهاجرين القادمين من بلدان تشهد ثورات. نشرت الصحيفة الفرنسية ''لوفيغارو''، أمس، مقاطع من تقرير جديد للشرطة الأوروبية ''أوروبول''، يتناول خطر الإرهاب في الأراضي الأوروبية. ومن أهم ما فيه من معطيات، أن إسلاميين يقيمون بدول أوروبية التحقوا بجبهات القتال في أفغانستان وباكستان واليمن، يشكلون تهديدا على الأمن الأوروبي بعد عودتهم. وساق التقرير مثالا عن تفكيك شبكة للدعم اللوجستي وتجنيد جهاديين بفرنسا في ماي من العام الماضي. وأوفدت الشبكة، حسب تقرير الشرطة الأوروبية، تسعة أشخاص من جنسية فرنسية وتونسية، إلى جبهات القتال بالحدود الأفغانية الباكستانية. وقال التقرير الأمني إن التسعة تم إرسالهم بين جويلية 2008 وأفريل .2009 ويقول معدو التقرير إن هؤلاء ''كانوا على استعداد لتنفيذ اعتداءات بعد رجوعهم إلى أوروبا''، وأكدوا بأنهم عادوا حاملين معهم مخططا يوضح كيفية تفادي التعرض للرصد من طرف قوات حفظ النظام وأجهزة الأمن. وهو عبارة عن دليل للمهاجر السري. ويذكر أعوان ''أوروبول'' أن الأنترنت يلعب دورا كبيرا في نشاط التجنيد والدعوة إلى الجهاد. وتم إحصاء 20 منتدى جهاديا نشطا جدا على الشبكة العنكبوتية. ولاحظ التقرير أن مسيري المواقع المروجة للجهاد، يتبادلون التوجيهات والإجراءات الواجب اتباعها عند التعرض للاعتقال. والدليل على ذلك، أن شبكات الدعم أصبحت قادرة على التكيف مع الأوضاع الصعبة في أوروبا. وأظهر التقرير الأمني مخاوف من موجات الهجرة غير الشرعية القادمة من أوروبا، بسبب الثورات التي تعرفها المنطقة العربية، والخطر الذي يمكن أن تشكله على أمن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وذكر التقرير بوضوح أنه ''من السهولة أن تتسلل العناصر الإرهابية وسط مجموعات المهاجرين''. مشيرا إلى أن القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تملك نفوذا يزداد اتساعا في أوروبا. وأوضحت الشرطة الأوروبية أن فرنسا اعتقلت نصف عدد الإسلاميين المتشددين، الذين تم توقيفهم بأوروبا عام ,2010 أي 94 اعتقالا من 179 شخص اعتقل. وتعتبر فرنسا، حسب هذه الأرقام، أول خط مواجهة بالنسبة للتهديد الإرهابي فوق التراب الأوروبي. ويقول بنراد سكوارسيني، رئيس مديرية الاستعلام الداخلي، إن المصالح التي يشرف عليها تشتغل وفق طريق الاستباق في التعامل مع الأعمال الإرهابية. مشيرا إلى أن فرنسا ''رفعت مستوى التصدي وسقف اليقظة، وذلك بطلب من رئيس الدولة''. ويذكر خبراء ''أوروبول'' أن الصلات بين الإرهاب والإجرام المنظم تزداد قوة. ويرى سكوارسيني أن ذلك يأخذ شكل تمويل شبكات الإرهاب عن طريق نشاط المتاجرة بالسلاح والمخدرات وحتى المتاجرة بالبشر، خاصة بالمنطقة العابرة للساحل. وقد اكتشف الفرنسيون هذه الصلات، لأول مرة، منتصف التسعينات في قضية شبكة الجزائري شلبي.