كشف مسؤول المديرية العامة للاستخبارات المركزية الفرنسية المحافظ برنار سكارسيني أن باريس تحبط سنويا وقوع هجومين في عقر دارها من استهداف قاعدة المغرب، وقال المتحدث ''إننا نعمل منذ شهور على دراسة عدة ملفات تتعلق بهذا الأمر، بل إنها تعود إلى سنوات خلت من أجل دراستها واستنتاج أهم العبر من ذلك، لتجنيب فرنسا هجمات مماثلة، وإلى جانب ذلك فنحن، نسعى إلى تجنيد المزيد من الموارد البشرية وزيادة عدد المخبرين في هذا المجال ذوو الجودة والخبرة لصد عمليات القاعدة''. وقال المتحدث في حديثه مع صحيفة ''لوفيغارو'' إنه قد تم التعاون بشكل مكثف مع وكالة ''دي جي أس أي'' كما لم يحدث في أي وقت مضى، حيث يتم مراقبة من أسماهم ''الإرهابيين'' الذين يقصدون أفغانستان. ويقول المسؤول إن ''مهمتنا هي تحديد وتطهير باريس من هذه الجماعات في أسرع وقت ممكن، قبل أن ترتكب أعمالا إجرامية لا يمكن إصلاحها من بعد، مؤكدا أن عملية التدخل الأمني بعد وقوع أي هجوم إرهابي، يعني أننا لم نتمكن من إبطاله وتوقيف عناصره فما فائدة تدخلنا بعد ذلك. أما عن التهديدات الأخيرة التي أحبطت من قبل المخابرات الفرنسية أكد المتحدث أن الشهر الماضي عرف تفكيك شبكة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في المغرب فرنسية تونسية كانت لديها اتصالات مكثفة بين محور فرنساتونس والمغرب. وحسب المتحدث فإن أعضاء هذه الخلية يقومون بتجنيد الشباب وإرسالهم إلى أفغانستان وباكستان، خاصة يقول برنارد وأن البعض قضى نحبه في معارك هناك. لكن البعض يعود بعد تلقي التدريبات إلى باريس من أجل ارتكاب عمليات إرهابية. كما كشف أن الخلية تقوم بإرسال الشباب إلى الصومال عن طريق المغرب وهذا كله بتنظيم محكم لها حيث تتخذ من فرنسا مقرا لها. وتطرق المتحدث إلى حالة الفزيائي الجزائري الباحث الفرنسي من أصول جزائرية عدلان هيشور، الذي اعتقل في أكتوبر الماضي، لشبهة التخطيط لاستهداف كتيبة حربية بفرنسا أوفدت أسراب طائرات إلى أفغانستان. وتعرف هذا الكتيبة، حسب مصادر فرنسية، بمشاركتها في معارك ضد الأمير عبد القادر في القرن التاسع عشر. والفزيائي هيشور ينتمي، حسبه، للمركز الأوروبي في البحث النووي بجنيف، ومشتبه بضلوعه في مخطط لضرب الكتيبة ال27 للطائرات العسكرية المرابطة بقاعدة ''الألب أنيسي'' بفرنسا. وأوضح أن عدة أهداف كان يخطط لها هيشور الذي اعتقل في 12 أكتوبر الماضي، من بينها اغتيال شخصيات سياسية فرنسية تمارس وظائف عليا، مشيرا إلى أن الباحث ''كان على صلة بعضو في قاعدة المغرب عن طريق الإنترنت منذ شهور''. والتي لا تزال فرنسا تحقق في أمره لغاية اليوم. ولم يتوان تنظيم ما كان يسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، لا يزال يشكل تهديدا كبيرا لمصالح فرنسا وخطرا محدقا من غير المستبعد أن يضرب أهدافا فرنسية بعد توفر الإمكانيات المتاحة من تهريب السلاح والاتجار بالمخدرات كما أكده مسؤول المديرية العامة للمخابرات الفرنسية السنة الماضية في ظل عمل بالتنسيق مع أطراف وجماعات خارجية متطرفة، وهي نفس السياسة التي انتهجتها الجماعة الإسلامية المسلحة في توفير الأموال وحتى الراغبين في التجنيد في صفوف الإرهابيين للقتال، موضحا آنذاك أن معلومات بالغة الأهمية توصلت إليها دائرة الاستخبارات الفرنسية الداخلية حول طرق تزود الجماعات الإرهابية المسلحة في دول الساحل التي تكون قد تلقت دعما كبيرا من شبكات التهريب التي يديرها بعض أفراد القبائل الترقية، إضافة إلى عودة العشرات من المقاتلين المنحدرين من أصول عربية إلى بلدانهم الأصلية بعد قتالهم في صفوف المقاتلين الشيشان وكذا المقاومة العراقية وإمارة طالبان في أفغانستان. وما إقدام فرنسا على إنشاء مديرية جديدة للاستخبارات إلا لمن باب الضربة الاستباقية والنوعية للكشف المبكر عن أي عملية إرهابية قبل مباشرة تنفيذها خاصة في منطقة الصحراء، أين اكتسبت القاعدة خبرة كافية من المقاتلين القدامى.