دافع الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، عن مؤسسة الجيش في بلاده، مؤكدا أن ''الجزائريين ركن أساسي في الأمن القومي التونسي''، ونفى أن يكون ''للجزائر دور ضد صعود الإسلاميين في تونس''. بدا الشيخ راشد الغنوشي في حديثه ل''الخبر'' عبر الهاتف من تونس، مستوعبا للدرس القاسي الذي مرّ به الإسلاميون الجزائريون في علاقتهم مع المؤسسة العسكرية، فحينما سألته ''الخبر'' عن مدى جدية التصريحات التي أطلقها وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي بشأن استعداد الجيش التونسي للانقلاب على الإسلاميين في حال فازوا بالانتخابات البرلمانية المقررة في جويلية المقبل، أجاب الغنوشي بالقول إن ''الجيش يتمتع بمكانة كبيرة نظرا لموقفه الداعم للثورة، فقد أنقذ الجيش البلاد من حمّام الدم، لأنه لو أطاع قائد الجيش أوامر الرئيس المخلوع لحدثت الكارثة، ولكنه لم يفعل وحمى الثورة''. وبالنسبة للغنوشي فإن ''الجيش التونسي يقوم بعمل مهم على صعيد حماية الثورة في الداخل وحماية الحدود الجنوبية مع ليبيا، ولهذا فالجيش هو العمود الأساسي الذي بقي يرفع البيت التونسي''، على حد تعبير المتحدث. وأجاب رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي بوضوح على سؤال ''الخبر'' حول اتهامات الراجحي للجزائر بأنها مستعدة لتقديم مساعدة للجيش التونسي للقيام بانقلاب في حال فوز الإسلاميين بالانتخابات المقبلة، حيث قال ''هذه التصريحات لا تهمنا كثيرا، وبالنسبة لنا ليس هناك دليل على اتهام الجيش التونسي، وليس هناك دليل نعتمد عليه في اتهام الجزائر أيضا''. وأضاف المتحدث بالقول عن تجربته مع الجزائر: ''نحن كإسلاميين، لم نر من الجزائر حكومة وشعبا خلال لجوئنا إليها إلا الخير''. ويرى الغنوشي في الجزائر، ''العمق الاستراتيجي لتونس، خصوصا على الصعيد الاقتصادي، فأغلب سياح تونس من الجزائريين، وبالتالي فهم ركن أساسي في الأمن القومي لتونس''. وسألت ''الخبر'' الشيخ الغنوشي عن تقييمه لتجربة الإسلاميين في الجزائر وهل فيها ما يمكن تصديره لتونس، فأوضح بالقول ''الإسلاميون في الجزائر جماعات وليسوا جماعة واحدة حتى يتم الحكم عليها، ونحن نقدّر إخواننا في الجزائر بكل اتجاهاتهم، ولكن نقول إن لكل بلد تجربته الخاصة به''. وفسر الغنوشي الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في تونس، بأنها ''تعبير عن خوف الشعب على ثورته من الانحراف''، مضيفا بقوله ''الشعب تحرك بقوة ليس بسبب تصريحات الراجحي وإنما بسبب الخوف على مصير الثورة، لأنه لم ير في الميدان أهداف الثورة تتحقق''. وفسر أكثر بالقول ''الشارع رأى عدم الجدية في محاسبة رموز النظام، ولم ير جهودا لاسترجاع الأموال المسروقة، ثم جاءت تصريحات الراجحي لتشعل عود الثقاب فقط''. وبالنسبة لرئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، فإن ''المنتظر من الانتخابات المقبلة هو تحقيق أحد أهم أهداف الثورة، وهو إقامة نظام ديمقراطي بديلا للنظام الديكتاتوري، نظام لا يختصر في رئيس الجمهورية كل السلطات، نظام يجعل موقع الرئيس محدودا ولِمَ لا موقعا رمزيا، مقابل منح صلاحيات واسعة للبرلمان''. وأكد في سياق حديثه مشاركة حركة النهضة في الانتخابات المقبلة كغيرها من الحركات السياسية التونسية، كما أكد ل''الخبر'' عدم مشاركته الشخصية في هذه الانتخابات.