تطالب عائلة مازوزي جمال، المتوفي في ظروف غامضة داخل زنزانة بمركز للشرطة بمدينة مونس البلجيكية أول أوت 2007، بتدخل كل السلطات، من رئيس الجمهورية ووزارة الشؤون الخارجية وكتابة الدولة للجالية، لكشف كل ملابسات ''وفاة'' ابنهم الذي دُفن سريا دون إخطار عائلته بوهران، وهو ما يفنذ فرضية ''وفاته بسبب المخدرات''، كما أقرّت العدالة البلجيكية وقضت بانتفاء وجه الدعوى في قضية الحال. اندهشت العائلة المقيمة في وهران لمحتوى مراسلة المحامي المنصب من طرف القنصلية الجزائرية في بروكسل، حيث أكد فيها أن: ''القضاء البلجيكي قضى بانتفاء وجه الدعوى في الملف، وعلّلت حكمها بأن الوفاة كان يمكن أن تحدث في أي مكان آخر، بخلاف مركز الشرطة أو المستشفى، وأن وفاة أخيكم مرده استهلاك مفرط للمخدرات بعد مزح مادة الميتادون ومواد صيدلية أخرى''. كشف المحامي أن جمال مازوزي تم اقتياده إلى المركز بعد تدخل رجال الأمن أربع مرات على مستوى مستشفى ''أومبرواز باري''، إثر رفض الفقيد الذي كان في حالة نرفزة وهيجان، حسب شهادة الشرطة، مغادرة المكان لغاية حصوله على مادة الميتادون المخدرة، وهو ما رفضته مصالح المستشفى. وأوضح المصدر ذاته أن ''الضحية وضع في الحجز تحت النظر في الفاتح من أوت .2007 وبعد خضوعه للتفتيش، تبيّن أنه لا يحمل أية أدوية أو مهلوسات، وأكد الشرطي المداوم أنه تفقد المحبوس خمس مرات وتبيّن أنه نائم، وعلى الساعة الرابعة وخمس وعشرين دقيقة صباحا قبل الإفراج عنه، وجده ميتا في الزنزانة''. من جانب آخر، أكد الطبيب الشرعي بعد تشريح الجثة بأن: ''سبب الوفاة هو استهلاك مادة الميتادون بعد دمجها بمواد أخرى''. ويبقى اللغز المحيّر في القضية هو مصدر هذه المواد المستهلكة، بما أن مصالح مستشفى ''أومبرواز باري'' نفت تقديم أي علاج للمعني، بحكم أن المادة المذكورة تخضع لرقابة طبية مشدّدة ومقيدة بفحص طبي؟! وهو ما يطعن في فرضية الوفاة بسبب استهلاك مفرط للمخدرات، ويطرح تساؤلات حول مسؤولية مصالح الشرطة في السهر على صحة شخص موجود تحت الحجز الإداري وحقه في التكفل الطبي، كما تنص عليه كل التشريعات الدولية. وفي نفس السياق، فنّدت العائلة كل هذه الفرضيات، مستدلة بالغموض الذي شاب معالجة القضية منذ البداية، ودفن الفقيد بطريقة سرية في مقبرة بمدينة مونس، رغم أن الضحية مقيم بصفة شرعية، بدليل وثائق الهوية التي اكتشفتها الشرطة في محفظته قبل وضعه في الحبس. واكتشفت العائلة وفاة ابنها بعد مرور سنة كاملة إثر انقطاع أخباره، حيث اضطر شقيقه للسفر إلى بلجيكا للبحث عنه ليكتشف أنه متوفى ومدفون في مقبرة مونس، ليقوم بترحيل الجثمان بعد دفع التكاليف وتتم تشييع جنازة الفقيد بوهران في 2 ديسمبر 2008، أي أكثر من سنة بعد وفاته في 1 أوت .2007