كشفت مصادر متطابقة ل''الخبر'' عن إدراج الجزائر عددا من الشركات الأجنبية فيما سمي في الكواليس ''القائمة السوداء''. ويتعلق الأمر بمجمعات بترولية أجنبية وردت أسماؤها في التحقيقات حول فضائح القطاع، في ظل التكتم الحاصل حول أسمائها التي ستكون تحت المجهر في حالات مشاركتها في مناقصات مستقبلية. غير أن الأكيد أنها شركات فقد عدد منها صفقات بملايير الدولارات بعد فسخ عقودها. أعلنت سوناطراك، أول أمس، فسخ عقد مراقبة أنابيب الغاز بالوسائل الذكية المبرم مع الشركة البريطانية ''بي 2 ليميتد''. وهي الصفقة الحاملة للرقم 33 / أر تي أي / أن في / 2009 الموقعة بتاريخ 12 أوت 2009 حسبما أوردته نشرية صفقات قطاع الطاقة في عددها الأخير. ويذكر أن صفقة مراقبة نقل الغاز عبر الأنابيب بالوسائل الذكية، التي حصلت عليها ''بترو فاك''، أبرمت مع نظيرتها الشركة المختلطة سوناطراك و''بريتيش بتروليوم'' وسوناطراك والشركة النرويجية ''ستات أويل'' بقيمة 185,1 مليار دولار، والمتمثلة في إنجاز ومراقبة 17 مليون متر مكعب من أنابيب نقل الغاز يوميا. وهو المشروع الذي من المفروض تسليمه في ظرف 4 سنوات. ويأتي قرار إلغاء تلك الصفقة بعد صدور مرسوم رئاسي في العدد الأخير للجريدة الرسمية، يتضمن فسخ بوتفليقة، بناء على تقرير وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، عقودا أبرمت خلال عهدة وزير الطاقة السابق، شكيب خليل، في مجال البحث عن النفط مع عدة شركات، في مقدمتها ''ريبسول إكسبلوراثيون أرخيليا'' و''إيديسون أنترناسيونال'' و''فولف كيستون'' سنتي 2003 و.2004 وتقرر بالمقابل منح تلك المشاريع، بنسبة مائة بالمائة، لسوناطراك والوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ''النفط''. وتضمنت المادة الثانية من المرسوم الرئاسي الأخير الحامل للرقم 11/213 المؤرخ في 2 جوان الماضي، منح سوناطراك والوكالة صفقة البحث عن النفط في منطقة ''مصاري - أقبلي'' بولاية تفرت، بعد أن كانت الصفقة مبرمة مع الشركة الإسبانية ''ريبسول إكسبلوراثيون'' و''إيديسون أنترناسيونال''، في 22 ديسمبر .2003 وورد في نفس المادة إلغاء صفقة مماثلة بين سوناطراك وشركة ''سيونبيك أنترناسيونال بتروليوم إكسبلوريشن'' فيما يتعلق بالبحث عن البترول في منطقة الهجيرة بنفس الولاية. وورد في المادة إلغاء مرسوم رئاسي موقع في أفريل 2005 يتضمن منح حق التنقيب عن البترول لشركة ''فولف كيستون'' في منطقة ''بن قشة'' بنفس الولاية. كما ألغى المرسوم الجديد أحكام المرسوم الرئاسي الصادر في 1 مارس 2007 والمتضمن موافقة الجزائر على عقد استغلال المحروقات في منطقة ''فاسي طويل'' و''رورد النوس'' في تفرت. وهو العقد الموقع في 2006 بين سوناطراك و''ريبسول إكسبلوراثيون'' الإسبانية. وعلى صعيد آخر، فرغم تمسك الشركة الإيرلندية ''بتروسيلتيك'' بقدرتها على مواصلة مشروع استكشاف الغاز والنفط في إليزي، حسبما أوردته في ردها على ما صدر في عدد سابق في ''الخبر''، غير أن مصادر في قطاع الطاقة تؤكد أن متاعبها المالية وبعد فتحها باب استلام عروض شركات أكبر منها للتنازل عن أسهمها أو جزء منها، قد تنتهي باسترجاع سوناطراك المشروع وإشرافها عليه مع شريك آخر. وتتزامن سلسلة قرارات فسخ العقود مع تحركات العدالة الإيطالية التي تلاحق مجمع ''إيني سايبام''، الذي كان وراء تورط شكيب خليل فيما يتعلق بصفقة ''جي كا ''3 وما تخللها من خرق وتضخيم للفواتير. وقد وقّع خليل في تلك الصفقة على وثيقة تدينه كانت''الخبر'' قد انفردت بنشرها. وتتسارع وتيرة فسخ عقود صفقات الطاقة التي أبرمت خلال فترة تسيير الوزير السابق، حيث تأتي القرارات الأخيرة الصادرة في آخر مرسوم رئاسي صادق عليه مجلس الوزراء، بعد قرار سوناطراك إلغاء عقد تسيير الشركة الفرنسية ''جي أل إيفنت'' لقصر المعارض المنجز ضمن مرافق مؤتمر الغاز المنعقد في الجزائر.