اعتبر زعيم الأرسيدي، سعيد سعدي، الوضعية العامة في الجزائر بأنها تعاني ''حالة انسداد ومأزقا سياسيا يهدد الأمة''. ودعا في هذا الصدد إلى ضرورة ''التشاور'' بين حزبه والمواطنين من أجل تجاوز ''هذا التهديد'' الذي تواجهه البلاد، في إشارة إلى أن ما اقترحته السلطة من إصلاحات لن يحقق الانفراج. قال سعيد سعدي، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، في لقاء مع مواطني سوق الإثنين بولاية بجاية، نظمه المكتب الجهوي للحزب، أول أمس، إنه ''في كل مرة يواجه البلد حالة من التردد والضبابية، فإننا نكون بجنب المواطنين لتقديم تحليلنا للوضعية والاستماع إلى هموم وآراء المواطنين. ونفى سعدي عن حزبه تهمة استغلال مثل هذه الظروف لأغراض سياسوية، حيث أشار ''اليوم لا يوجد لا رهان انتخابي ولا عملية ظرفية يمكن التكهن حولها، اليوم هناك المأزق السياسي الذي يهدد الأمة، وهذه لحظة سياسية مهمة تاريخيا بالنسبة لمصير الجزائريين، يجب علينا التشاور والعمل معا، وهو سبب برمجة الأرسيدي هذه الخرجات لمقابلة المواطنين''. من جانب آخر أكد سعيد سعدي أن ''الإصلاحات التي يتحدث عنها النظام المحتضر هي لا حدث، وأن الغرض منها هو وضع صفحة جديدة بماكياج مزيف لإيهام الرأي العام الوطني والدولي بأن النظام السياسي القائم في الجزائر أكثر وعيا من نظرائه في الدول العربية، وهو ما يحول دون بلوغه مستوى الربيع العربي''. وحسب سعدي ''الربيع الجزائري قادم لا محالة، لأن النظام القائم متعب ويعاني العقم، ما يؤكد نهايته الوشيكة''. وقال سعدي للحضور إن الحزب يتوفر على أوراق التغيير إن شاء النظام فتح أبوابه للحوار الجاد والبحث عن الحلول أينما وجدت. وذكّر سعدي الحضور بأن الحزب أعد مجموعة من اللقاءات الجوارية مع المواطنين والحركة الجمعوية والنقابية من أجل الاستماع لهم وإشراك الجميع في مساعي تخليص الأمة من مخالب النظام الذي يعيش مرحلة الاحتضار السياسي. وأشار الأرسيدي في موقعه على شبكة الأنترنت، من جهة ثانية، إلى أن هذا اللقاء الجواري مع مواطني الساحل بولاية بجاية شارك فيه ممثلون عن منظمات نقابية وطلبة جامعيين وكذا مجاهدين ومتعاملين في المهن الطبية والمعلمين والفنانين وقادة الجمعيات. وحسب نفس المصدر تناول اللقاء بالنقاش ملفات تخص عراقيل التنمية المحلية، والأزمة السياسية، والبيئة الإقليمية، والوضع في تدريس الأمازيغية، وتهميش للهجرة، وقضية عزازفة وغيرها من المسائل الاجتماعية والاقتصادية. وقال الأرسيدي إن التقييم الذي سيجرى من خلال أولى هذه الاجتماعات، من شأنه أن يوفر أساسا ''لتحضير الدخول السياسي في شهر سبتمبر''، في ظل فترة تسمى ''الابتكار وحشد المؤيدين ضمن إطار يتجاوز الأطر الحزبية، من أجل مواجهة وضعية تظهر أن النظام عاجز ويسعى لحماية نفسه عن طريق الغلق وتبذير الأموال العمومية''.