يبقى المدافع القوي السابق بوداد تلمسان، خير الدين خريص، من بين اللاعبين الجزائريين القلائل الذين لعبوا في المنتخب الأول في سن مبكّرة. ويقول خريص بأنه الوحيد الذي لعب لمنتخب الأكابر وهو لايزال لاعبا في الأواسط لم يتجاوز ال18 سنة، مضيفا بأن ذلك أثّر عليه بدنيا وطلب الإعفاء من المدرّب الوطني السابق مزيان إيغيل.. التحقت بالمنتخب الوطني قبل سن ال18 وقال خريص: ''التحقت بالمنتخب وعمري لم يتعدّ 18سنة، وفي تلك السنة أصدرت الاتحادية قرارا يقضي بإلحاق لاعبي الأواسط للسنة الثالثة بالأكابر أو طردهم. وسمح القرار لي ولزملائي في الوداد من جيل دحلب ولوكلي وغيرهم، باللعب ضمن صفوف الأكابر، فتلقيت استدعاء وشاركت مع المنتخب الأول في العديد من المباريات الدولية التي سمحت لي بصقل مواهبي. لكن هذا الاستدعاء المبكر أثر عليّ نفسيا، فأصبت بالإرهاق والتعب وطلبت من المدرب إيغيل إعفائي من أحد التربصات. وبعد ذهاب إيغيل حرمت من المشاركة القارية في دورتي 96 و98 وهو ما جعلني أرفض العودة في صفوف المنتخب بعد حادثة دورة الغابون''. فرفاني أقصاني ظلما ورفضت الدعوة في تصفيات مونديال 1998 وعرّج المدافع الدولي السابق على سبب إقصائه من المنتخب الوطني، وقال إن المدرب الوطني آنذاك علي فرفاني، أكد للاّعبين بأنه سيمنح نقاطا لكل واحد منهم خلال الدورة الكروية التي جرت بالغابون وغاب عنها لاعبو شباب بلوزداد وشبيبة القبائل لانشغالهم بالمنافسة القارية. وأضاف خريص ''شاركت في كل مباريات الدورة أمام منتخبات قوية مثل الكاميرون وكوت ديفوار، ما جعل حظوظي في أن أكون ضمن قائمة التشكيلة المدعوة للمشاركة في كأس إفريقيا 1996 كبيرة، لكن فرفاني ومساعده المرحوم عبدالوهاب منعاني من المشاركة، وهو ما حزّ في نفسي ولاسيما أنني تعبت كثيرا بعد 6 سنوات في المنتخب، ليتم إقصائي ظلما، علما أنهما استدعيا لاعبين لا ينشطون في منصبي. وبعدها وصلت دعوة المشاركة في التصفيات الخاصة بكأس العالم لسنة 1998، لكنني رفضت الدعوة''. فترة إيغيل الأحسن في تاريخ المنتخب الوطني ويرى المدافع الأسبق للمنتخب الوطني، أن المدرب مزيان يعتبر أحسن مدرب مرّ على تدريب المنتخب الجزائري، ''لأنه عرف كيف يزرع فينا القيم الإنسانية، فضلا عن كيفية تعامله مع اللاّعبين وتمكن من تكوين عائلة واحدة، حتى أننا كنا ننتظر بشغف موعد التربص''. وأضاف ''هذا أمر مهم، رغم أن تلك الفترة كانت صعبة بالنظر إلى المرحلة التي كانت تعيشها البلاد وكان المنتخب يضم عناصر في مناطق مختلفة من أرجاء الوطن، لذا أعتبر فترة إشرافه على المنتخب الجزائري هي الأحسن''. وواصل المتحدث يقول ''لكن رغم كل التضحيات التي قمنا بها، تبقى حادثة كاروف التي أقصتنا من المشاركة في كأس إفريقيا للأمم سنة 1994 نقطة سوداء في مشوارنا، وهناك أطراف من الجزائر كانت وراء إقصائنا من خلال وشايتها للسنغاليين''. غياب ظهير أيمن سببه تجاهل اللاعب المحلي وعن غياب مدافع أيمن في الوقت الحالي عن صفوف المنتخب الوطني مقارنة بعهده، قال ابن تلمسان إن المنتخب الحالي يتكون من أكثر 90 بالمائة من المغتربين، الشيء الذي جعل اللاعب المحلي غير معني باهتمام القائمين بالكرة في منتخبنا، مشيرا إلى أن هناك العديد من العناصر في فرق عديدة ببطولتنا تستحق أن تسد هذا النقص وتبقى فقط بحاجة إلى اهتمام. دحلب مثلي الأعلى وبقيت في الوداد لأسباب عائلية وقال خريص إن زميله في وداد تلمسان والمنتخب الوطني علي دحلب، يبقى مثله الأعلى ''لأنني لعبت معه منذ الصغر، وهو يملك قدرات كبيرة وكان بمقدوره أن يتألق أكثر، حيث كان يقود الفريق إلى تحقيق الانتصار بمجهوده الفردي''. وقضى خريص أكثر من 20 سنة في فريقه حتى اعتزل اللعب، وأرجع ذلك إلى مشاكل عائلية منها رحيل أخويه إلى الخارج ومرض والده رحمه الله. مضيفا ''لقد آثرت البقاء في الوداد رغم العروض المغرية التي وصلتني من مولوديتي الجزائر ووهران واتحاد الجزائر، وكان بإمكاني البقاء لموسم إضافي في الوداد، إلا أن رحيل الكثير من لاعبي جيلي جعلني أتخذ قرار الاعتزال''.